لم تسجد الملائكة لسيدنا آدم عبثا ، بل لتميزه على كل المخلوقات
من ضمن تلك المميزات أنه يخطئ وليس الخطأ مدعاةً لسجود الملائكة
له فكل الكائنات تخطئ ، بل معاناته بعد ارتكاب الخطأ . لا يوجد مخلوق
يعقد لنفسه مجلس محاسبة بعد اقتراف الخطأ إلا آدم . وشمل مجلس
المحاسبة فى نفس آدم تذكر نعم الله التى لا تُحصى عليه ، وأكبرها خلقه
خلقا جميلا مكتملا فى كل احتياجاته ، وتعليمه الأسماء كلها . وأنه تعالى
أكرم نزله فى الجنة وقال له ولزوجه "اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها
رغدا حيث شئتما" وقال له "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها
ولا تضحى" إذن كان مجلس المحاسبة لآدم من ضميره الحى الذى أحصى
عليه نعم الله عليه ، وأظهر له فعلته بالأكل من الشجرة عملا غايةً فى القبح
بغض النظر عن طعم الثمرة . وعملا مشينا مقززا جالبا للخزى والعار . مجلس
التأديب الذى انعقد لآدم من قبل ضميره الحى كانت نتيجته الآية الكريمة " قالا
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين " 23 -
الأعراف . وهى الكلمات التى تلقاها آدم من رّبه فتاب عليه إنه هو التواب
الرحيم