الصلاة عماد الدين . وفى الحديث الشريف أن أول ما يحاسب به العبد
يوم القيامة صلاته . عندما أسمع الأذان أقول فى نفسى " إن مواعيد
الرحلة قد حانت " . ماذا يعنى ذلك ؟ يعنى أن أترك ما فى يدى وأذهب
لأتوضأ . قد يكون ما فى يدى هاما جدا . وهنا يجب أن أتنبه إلى أنه
ليس هناك ما هو أهم من اللحاق بالرحلة . إنها ليست رحلة طويلة . قد
تستغرق فقط خمس دقائق . ولكنها رحلة بالروح لا بالجسد .
فى الرحلات الدنيوية يكون رفيقك وأنيسك إنسان . أحد المسافرين فى
نفس رحلتك . ولكن رحلة الصلاة يكون فيها رفيقك وأنيسك الله سبحانه
وتعالى إذن ما أجملها من رحلة إنها تستحق أن أترك ما فى يدى وأذهب
لأتوضأ . وأحس بمتعة الرحلة حتى وأنا أتوضأ . فالوضوء ، فى الحقيقة
إنعاشٌ للأعضاء بمس الماء البارد الكريم . وأحس بأن الماء يغير
حالتى الجسدية والمعنوية من الإحساس بالخبث إلى الإحساس بالطهارة .
وأعتبر الركعات فى الصلاة بمثابة المحطات فى السفر الدنيوى . والركعة
التى يقل فيها تذكرى لله أعتبرها ركعة ضائعة إذ أن متعة السفر الروحى
هى متعة المعية مع الله .