هي أصل صحة العبادات فلا تصحُّ أبدًا أيُّ عبادة بدون طهارة البدن واللباس
والمكان،هذا من ناحية الطهارة الحِسيَّة، أما من ناحية الطهارة المعنوية
كاللسان الذي سيقف بين يدَي الله يتلو آياته وهو ما زال مُتلبِّسًا بالخوض
في سيرة فلان وغِيبة فلان، والوقوع في عِرض فلان، وتتبُّع آثار فلان؛
حتى يعرف أسرارَه عَنوةً بالتقصي والتحري، ثم يفضحه بين الناس بما
علِم من أسرار، أو ينقُلها لمن له علاقة به؛ ليوقِع بينهما ثم يجلس يتفرَّج
عليهما، ويسعَد لما وقَع بينهما من شِقاق.
أو الذي يأكل الحرام، وينبت لحمه من حرام، وملبسه من حرام، ثم يتهيأ
إلى الوقوف بين يديه - سبحانه - فكيف تكون هذه طهارة معنويَّة؟ فهي
ليست طهارة بالمرة.
والطهارة بهذا المعنى هي طهارتان :
طهارة شكليَّة خارجية، وهي التي لا تصح العبادات إلا بها، وطهارة
موضوعيَّة داخلية مَوكولٌ أمرها إلى الله، وهي التي تتعلَّق بالحلال
والحرام وهو باب واسع جدًّا من أبواب الإسلام، وهل الشرع إلا حلال
وحرام، ويتفرَّع منهما مستحبٌّ ومكروه، وبينهما مباح؟ ولهذه الأهمية
الكبرى لموضوع الطهارة كانت من صفات السبعة المحبوبين الكبار