كان رحمه الله كثير العبادة حسن الصلاة حتى قال في حقه الوليد بن مسلم
ما رأيت أحداً أشد اجتهاداً من الأوزاعي في العبادة
وكان رحمه الله يقول: "من أطال القيام في صلاة الليل هوّن الله عليه طول
القيام يوم القيامة" أخذ ذلك من قوله تعالى: (ومن الليل فاسجدْ له وسبحه
ليلاً طويلاً. إنّ هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً) [الإنسان:
26-27].
كما كان، رحمه الله، إلى جانب زهده وورعه كريماً سخياً، لم يمسك شيئاً،
ولم يترك يوم مات سوى سبعة دنانير كانت جهازه، وكان ينفق كل ما يأتيه
في سبيل الله وفي الفقراء والمساكين عدا عن كونه شديد التمسك بالسنة فهو
القائل: "العلم ماجاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجئ
عنهم فليس بعلم.. عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس،وإياك وأقوال الرجال
وإن زخرفوه وحسنوه، فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم.. اصبر
على السنة، وقف حيث وقف القوم،وقل ما قالوا، وكفّ عما كفوا، وليسعك ما
وسعهم..".