قال الله تعالى : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ
اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) سورة النحل
.قال أهل التفسير : المرأة المقصودة في الآية الكريمة هي امرأة عاشت
في زمن ما قبل الإسلام (الجاهلية)، واسمها رابطة أو رايطة أو ريطة من
بني تميم، وكانت امرأة تلقب بالجعراء أو الجعرانة، وإليها ينتسب الموضع
المسمى بالجعرانة بين مكة المكرمة والطائف، وهو ميقات للإحرام.وإلى
جانب ذلك كانت تسمى بخرقاء مكة، ويضرب بها المثل في الحمق، فما قصة
حمقها ؟.
لقد كانت هذه المرأة تجتمع كل يوم، هي ومجموعة من الجواري والعاملات
لديها، فتأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشعر ونحوهما، ثم إذا
انتصف النهار وانتهين من أداء عملهن في الغزل؛ أمرتهن بنقضه، أي
إفساد ما غزلنه وإرجاعه أنكاثاً، بمعنى أنقاضاً أو خيوطاً، وذلك بإعادة
تقطيع الغزل إلى قطع صغيرة، ثم تنكث خيوطها المبرومة، فتُخلط بالصوف
أو الشعر الجديد وتنشب به، ثم تضرب