عندما نقول سياحة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو الشواطئ المشمسة
والمواقع الأثرية ومدن التسوّق الشهيرة والمعالم الطبيعية الساحرة، لكن
هل سمعت من قبل عن أشخاص يقومون بجولات سياحية بين المقابر
والمناطق المنكوبة والسجون والغابات المسكونة؟ بات هذا الاتجاه السياحي
مقصد العديد من السيّاح في الآونة الأخيرة ويُطلق عليه اسم “السياحة
السوداء” أو “Dark Tourism”.
فماذا تعرف عن السياحة السوداء؟
انتعشت السياحة السوداء في السنوات الأخيرة خاصةً مع ازدياد الوجهات
المرعبة والحزينة والمنكوبة في العالم تزامنًا مع تزايد الصراعات بين
الشعوب. وظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 1996، وذلك على
يد الباحثيْن البريطانييْن جون لينون ومالكولم فولي، وربطاه آن ذلك بزيارة
الأماكن المرعبة والأماكن التي تفوح منها رائحة الموت والدم والخراب، خاصةً
المناطق التي انلعت فيها الحروب.
وعلى الرغم من أنه مصطلح حديث المنشأ، لكن زيارة الأماكن المرعبة متأصلٌ
منذ القِدم لدى بعض السيّاح والزوّار. وعلى سبيل المثال، ترك الكاتب المسرحي
الروسي أنطوان تشيخوف كتاباته الأدبية في عام 1890 وتوجّه إلى زيارة مخيمات
الاعتقال الروسية التي عُرفت آن ذاك باسم “الغولاغ”.
وللسياحة السوداء أنواع عديدة ، تختلف بين زيارة مواقع المجازر الجماعية
والمقابر والسجون القديمة والمدن المهجورة وغيرها العديد.