عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (لَعَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
النائحة والُمستمعة)
•الشرح؛
الدين الإسلامي دين اعتدال وتوسط وهو قائم على عقيدة الإيمان بالقضاء
والقدر وأن كل ما يصيب الإنسان في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر إنما
هو بقضاء الله وقدره،فالمؤمن إن أصابه خير شكر الله وحمده،وإن اصابه شر
صبر واحتسب أجره عند الله . ولقد كانت النساء في الجاهلية إذا توفى لهنَّ
قريب أَخَذْنَ في الصُراخ والعويل ورفع الصوت بتعديد أخلاق الميت ومحاسن
أفعاله، كما كُنَّ يلطمْنَ خُدودهنَّ ويشققن جيوبهنَّ، وهذا بلا شك يتنافى مع
الإيمان والتسليم لقضاء الله وقدره، ولذا فقد حرَّم الإسلام جميع هذه الأفعال
التي تعتبر مظهراً من مظاهر الهلع والجزع وعدم التسليم لقضاء الله وقدره
بل اعتبر المستمعة للناحئة شريكة معها في الآثم ذلك لأنها رضيت بهذا
النواح ولم تنكره.
•جواز البكاء على الميت؛
إن الإسلام لا يُحرِّم الحزن على الميت، بل يُحِّرم المغالاة في الحزن،ولذا
فقد أجاز الإسلام البكاء على الميت من غير نياحة ولا صراخ ولا عويل
فعن أنس(رضي الله عنه)أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلى ابْنِهِ
ابْراهِيمَ وَهوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ تَذْرفَانِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ
بْنُ عَوْفٍ:وأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَقَالَ: (يَا ابْنَ عَوْفٍ إنَّها رَحْمَةٌ) ثُمَّ أَتْبَعَهَا
بِأُخْرى،فَقَالَ: (إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، ولا نَقُولُ إلاَّ مَا يُرضِي رَبَّنَا،
وَإنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ) رواه البخاري.
منقول