يا نفس توبي الذنوب مشارب وأبواب .
الذنوب أنواع ومشارب وتعود جميعها لأصول أربعة :
الملكية :
وهي أعظم أنواع الذنوب حيث الشرك واتصاف العبد بصفات الرب
سبحانه وتعالى من العلو والكبرياء .
الشيطانية :
حيث يتشبه العبد بالشيطان في الحسد والبغي والإفساد .
السبعية :
وهي التشبه بالسباع الضارية في العداوة والغضب ونحوها .
البهيمية :
وهي أكثر ذنوب الخلق وهي موافقة البهائم في الشر والحرص على شهوة
البطن والفرج .
أما أبواب الذنوب والمعاصي على العبد فهي كما يأتي :
اللحظـات :
وهـي أصل الحوادث وهي النظر المحرم ؛ ذلك السهم المسموم من سهام
إبليس على القلب ،
قال سبحانه :
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } .
[النُّور: 30] .
فنظرة ثم خطرة ثم فكرة ثم شهوة ثم إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة ثم يقع
الفعل عياذًا بالله .
وقد قيل :
الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
الخطرات :
وهي ما يكون في النفس من فكر وتصور وتعلق خفي في الصدور قال
سبحانه :
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } .
[غَافر: 19] .
وتتولد الخطرات من العجز والكسل، أما ما يتولد عنها فهو التفريط والحسرة
والندم .
اللفظات :
كثيرا ما يجر اللسان على العبد من الآفات والسيئات، إما بكلام باطل أو سكوت
عن حق، فأكثر الناس منحرف
في كلامه وسكوته، وغالب العصيان يكون من حصائد اللسان،
والعبد الموفق يحفظ لسانه من كل لفظة ضائعة لا يرجو منها الربح والزيادة
في دينه .
قال تعالى :
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } .
[ق: 18] .
منقول