صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: غاسل الذنوب السبت 9 مارس 2013 - 14:32 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة -- غاسل الذنوب
تنظيف القلب من الذنوب والمعاصى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين تنظيف القلب من الذنوب والمعاصي كما تنظفزجاجة المصباحالمعهود قديماً عند أمهاتنا اللواتي كن يستعملن المصابيح في الكوات، أن زجاجةالمصباح يومياً تتسخ، يترسب عليها سواد،فتحتاج إلى أن تمسح وإلى أن تنظف، فكانمن الورد اليومي للأمهات في الصباح أن تمسح زجاجة المصباح، تأتي بخرقة وتضعفيها بعض الماء القليل ثم تمسح بها زجاجةالمصباح، كذلك قلب المؤمن يترسب عليه كليوم سواد الذنوب، وآثار المعاصي التي لا بدوأن ترتكب، وقولنا: لا بد وأن ترتكب؛ لقولالنبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم) ، لا بدوأن تذنب؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ [فاطر:45]؛ ولقوله تعالىفي الحديث القدسي: (يا عبادي! إنكمتخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً)؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلمكتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة) ، فهذه نصوص تدل على أن العبد لابد وأن يذنب، أما حديث: (كل بني آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون) فهو حديث لا يثبتعن النبي صلى الله عليه وسلم على الصحيح، وإن كان معناه صحيحاً. إذاً: لابدوأن تذنب النفس، هذه الذنوب ترسب علىالقلب سواداً، كما يترسب على زجاجة المصباح السواد، فيحتاج القلب إلى غسيل كماتحتاج زجاجة المصباح إلى غسيل، حتى تشعالضوء الذي بداخلها كاملاً إلى الكوة، والكوةتشع الضوء بدورها إلى الغرفة، أما إذا كانت زجاجة المصباح سوداء معتمة فلا يخرج منهاضوء إلى المشكاة، ولا يخرج منها ضوء إلىالغرفة، كذلك الإيمان الذي في القلب، ومعرفةالله التي بداخله، يحتاج الإيمان إلى أن يخرجمن القلب إلى الجسد؛ حتى يملأ الصدروالجسد نوراً، فإذا كان العبد مذنباً فالأمر كماقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أذنبالعبد ذنباً نكتت على قلبه نكتة سوداء، فإنتاب وأقلع محيت، وإن عاد وأصر نكتت نكتةأخرى حتى يغطى القلب كله، ثم تلا: كَلَّا بَلْرَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14] ، فقال: هذا هو الران الذيذكر الله في كتابه) . فالسواد على القلب يمنعالإيمان ونور الإيمان من الخروج من القلبإلى الصدر، فتجد الصدر مظلماً، كما أنالمشكاة تكون مظلمة إذا كانت الزجاجةسوداء، فتجد اليد تتحرك في ظلمة، والرجلتخطو في الظلمات، والعين تنظر فيالظلمات، وهكذا يتحرك كبهيمة عمياء إذاكان القلب قد اسود من المعاصي، ولذلك يقولالنبي صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة) ، وفي رواية: (إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) ، وجاءت النصوص التي تحث على التوبة والاستغفار بكثرة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا استغفر الشخص فقد غسل قلبه، فيخرج نور الإيمان منه إلى الصدر ويمتد هذا النور إلى الجوارح، فتجد الرِجْل لا تخطو إلا في طاعة الله، والعين لا تنظر إلا إلى ما يحبه الله، واليد لا تبطش إلا فيما يرضي الله، واللسان لا يتكلم إلا بما يرضي الله، وهذا النور يصاحبك في قبرك، فيأتيك عملك في صورة رجل حسن الثياب حسن الوجه، هذا النور يصاحبك عند المرور على الصراط، بحسب هذا النور وقوة الإضاءة التي معك تمر على الصراط، فمن الناس من يمر على الصراط كالريح، ومنهم أسرع كالبرق، ومنهم أقل كأجاويد الخيل، إلى آخر ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. أما إذا كان القلب مظلماً مغطىً بسواد المعصية التي لم تغسل بالتوبة، ولم تغسل بالاستغفار، ولم تغسل برد المظالم إلى أهلها؛ ففي هذا الوقت الصدر يظلم، فاليد لا تدري ماذا تصنع؟! هل تصنع خيراً أم شراًً؟ كل الجوارح كذلك، ويأتيك عملك في القبر في صورة رجل أسود الوجه، دنس الثياب، يقول لك: أنا عملك السيئ، ينطفئ نورك منك يوم القيامة والناس أحوج ما يكونون إلى هذا النور |
|