عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «خلق الله آدم
صلى الله عليه وآله وسلم [على صورته] وطوله ستون ذراعاً، ثم قال: اذهب
فسَلَّم على أولئك- نفرٌ من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك
وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم ، فقالوا : عليك السلام ورحمة الله، فزادوه:
ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورته فلم يزل ينقص من الخلق حتى الآن
صححة الالبانى
وفي هذا الحديث دلالة صريحة على بطلان حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن
وبهذا الحديث الصحيح يُفسَّر حديث أبي هريرة الآخر الذي صح عنه من طرق بلفظ
خلق الله آدم على صورته
[قال البخاري]:
عن أبي هريرة قال : " لا تقولن: قبَّح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛
فإن الله عز وجل خلق آدم - صلى الله عليه وآله وسلم - على صورته".
أي: على صورة آدم عليه السلام، وقد جاء ذلك صراحة في الحديث السابق
لأبي هريرة بلفظ: «خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعاً» متفق
عليه .. فإذا شتم المسلم أخاه وقال له: " قبح الله وجهك، ووجه من أشبه
وجهك" شمل الشتم آدم أيضاً؛ فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم، والله خلق
آدم على هذه الصورة التي نشاهدها في ذريته، إلا أن الفرق أن آدم خلقه الله
بيده، ولم يمر بالأدوار والأطوار التي يمر بها بنوه، وإنما خلقه من تراب.
قال تعالى في أول سورة المؤمنون: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين،
ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة
فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله
أحسن الخالقين}.
اذن هذا الحدبث " خلق الله آدم على صورته
"وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم، والمعنى: أن الله تعالى
أوجده على الهيئة التي خلقه عليها، لم ينتقل في النشأة أحوالاً، ولا تردد في
الأرحام أطوارًا كذريته، بل خلقه الله رجلاً كاملاً سوياًّ من أول ما نفخ فيه
الروح، ثم عقب ذلك بقوله:"طوله ستون ذراعًا" فعاد الضمير أيضًا لآدم".