تفسير قوله تعالى:
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:17]؟.
قوله: { يَسَّرْنَا } أي: سهلنا، والقرآن هو كتاب الله الذي نزل على محمد
صلى الله عليه وسلم، وسمي قرآناً لأنه يقرأ -أي: يتلى- وقوله: { لِلذِّكْرِ }
قال بعضهم: للحفظ، وأن القرآن ميسر لمن أراد أن يحفظه، وقيل: المراد
بالذكر: الادكار والاتعاظ، أي: أن من قرأ القرآن ليتذكر به ويتعظ به سهل
عليه ذلك، واتعظ وانتفع، وهذا المعنى أقرب للصواب، بدليل قوله:
{ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } أي: هل أحد يدكر مع أن الله سهل القرآن للذكر؟ أفلا
يليق بنا وقد يسر الله القرآن للذكر أن نتعظ ونتذكر؟ بلى.
هذا هو اللائق { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } .
والمعنى أن الله - سبحانه وتعالى يسره للحفظ والفهم والتدبر فجدير
بالمؤمن والمؤمنة العناية بهذا القرآن حفظاً وتلاوةً وتدبراً ومذاكرةً،
فالطالب يذاكر مع زميله ومع زملائه والطالبة كذلك مع زميلاتها ومع
المدرسة، أو مع أخيها أو مع أبيها من باب التعاون على البر والتقوى، كل
واحد يبذل وسعه مع زميله مع أبيه مع أخيه مع أمه إن كانت تحفظ، وكهذا
البنت مع أمها مع أبيها مع أخيها مع المدرسة مع الزميلات، ومتى صدق
الطالب والطالبة يسر الله الأمر، ولقد يسرنا القرآن للذكر، فالله يسره للذكر
ومن الذكر حفظه وتدبره وتعقله والإكثار من تلاوته، والعناية بالعمل به
كل هذا من الذكر، فالذكر يكون قلبيا ولسانيا وعمليا، وطلب العلم كذلك.....
القرآن، طلب العلم والتفقه في الدين ولو ما حفظه يعان على ذلك إذا صلحت
نيته، وإذا حفظه كان أكمل وأكمل .
اللّهُم اجعل القران لنا في الدّنيا قرينا وفى القبر مُؤنسا وفى القيامة شفيعا
وعلى الصّراط نُورا وإلى الجّنة رفيقا ومن النّار سترا وحجابا