كل ما في الدنيا من طعام وشراب ففي الجنة ما هو أطيب منه وأكمل
وأكثر، وأضعافه وأضعافه؛ مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر
على قلب بشر، قال ابن عباس -رضي الله عنهما: “ما في الدنيا ثمرة
حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة، حتى الحنظلة”.
والأساس في المآكل هي الثمار واللحوم وهي أكثر ما يطلبه الناس ويبذلون
فيه الأموال، وفي الجنة ثمار ولحوم لأهلها ليست كالتي في الدنيا:
(وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)[الطُّور:22]،
وفي آية أخرى:
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)[الواقعة:20-21]
و حين يأكل أهل الجنة ما يشتهون، ويشربون ما يشاؤون؛ دون تصريف
لذلك كما هو في الدنيا، بل هو جشاء ورشح يفيض مسكًا؛ كما قال النبي
-صلى الله عليه وسلم-: “يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فيها وَيَشْرَبُونَ، ولا يَتَغَوَّطُونَ
ولا يَمْتَخِطُونَ ولا يَبُولُونَ، وَلَكِنْ طَعَامُهُمْ ذَاكَ جُشَاءٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ“
(رواه مسلم).