ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻣﻮﻇﻔًﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﻫﺒًﺎ ﺇﻟﻰ
ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﻣﻌﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ، ﺭﺃﻯ ﺟﺮﻭ ﻛﻠﺐ ﺭﺍﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﺎﻝ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﻟﻴﻈﻬﺮ
ﺑﺮﺍﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻟﻴﻄﺄ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺟﺴﺪﻩ.
ﻭﻓﻌﻼً ﻭﻃﺌﺖ ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻳﺪﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺘﺮﻫﻤﺎ
ﺗﺤﺖ ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﺛﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻧﺎ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻔﻨﺎﻩ ﻭﺭﺍﺀﻧﺎ ﻳﻌﻮﻱ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻷﻟﻢ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﻘﻬﻘﻬﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻞ
ﻣﺴﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ
:ﻭﺃﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﺼﺎﺣﺒﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﻄﻊ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻄﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻓﻨﺰﻟﻨﺎ ﻧﺼﻠﺤﻪ ﻭﺭﻓﻊ ﺻﺎﺣﺒﻲ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺮﺍﻓﻌﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮﺕ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﺔ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ
ﻭﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺠﻞ.
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻳﺪﻱ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ ﺻﻴﺎﺣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻔﺰﻋﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺟﻬﺪﻱ ﺃﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﻋﺠﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﺼﺎﺣﺒﻲ
ﻗﺪ ﺍﺳﻮﺩّﺕ ﻳﺪﺍﻩ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻠﻒ ﻭﻳﻘﺮﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺘﺮﻫﺎ.
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑُﺘﺮﺕ ﻛﻤﺎ ﺑﺘﺮ ﻳﺪﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﻭﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺭﺑﻚ ﺃﺣﺪﺍ: ﻫﺬﺍ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﻦ ﻇﻠﻢ
ﻛﻠﺒﺎً ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﻈﻠﻢ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ !
ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﺪﺭﺍ ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻌﻘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ
ﻣﻨﺘﺒﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ