تحتوي صحراء مصر على مواقع حفرية هي الأفضل في العالم منها وادي الحيتان المعزول في الصحراء الغربية ، والذي يقع على بعد نحو 150 كم جنوب غرب القاهرة. يحتوي الوادي على أكثر من 400 حفرية للهياكل العظمية للحيتان، منهالحيتان منقرضة كانت تعرف باسم (أرتشاوسيتي archaeoceti).هذه الحفريات تفسر واحدة من أكبر أسرار تطور الحوت وتصور نشاط هذه الكائناتالتي عاشت منذ أكثر من 40 مليون سنة وأسلوب حياتها وتحويلها من مخلوقات بريةإلى بحرية.
وادي الحيتان هو أهم معلم في العالم يفسر هذه المرحلة من التطور، فهو يصوربشكل واضح شكل وحياة هذه الحيتان أثناء تحولها. ولا يوجد أي مكان آخر في العالم يضم هذا العدد من الحيتان والحفريات
يعود تاريخ الحفريات في وادي الحيتان إلى 50 مليون عاماً وفي عام 1989ماكتشف فريق العمل المكون من علماء الحفريات المصريين والأميركيين أول عينيات مائية لهيكل الحوت الباسيلوسورس والدوريودون أثروكس بأرجلها وأقدامها الصغيرة
العديد من هذه الهياكل العظمية للحيتان هي في حالة جيدة إذ تم الحفاظ عليها بشكل جيد بين الصخور، وتوجد هياكل عظمية شبه كاملة في الوادي، حتى أنه تم الاحتفاظ بأحشاء بعض الحيتان.
أكد العلماء أن وادي الحيتان هو موقع استثنائي لدراسة الحياة القديمة نظرا لوجودعدد كبير من الحفريات عالية الجودة تصل إلى أكثر من 400 حفرية للهياكل العظمية للحيتان ، كما تم العثور على حفريات لعروس البحر وأسماك القرشوأحياء
بحرية أخرى،هناك أدلة كثيرة تدل على أن حوض وادي الحيتان كان مغمورا بالمياه
قبل 40 الى 50 مليون سنة، في ذلك الوقت كان بحر تيثيس يمتد إلى أقصى الجنوب
البحر الأبيض المتوسط. ويفترض أن بحر تيثيس قد تراجعت مياهه في الشمال وعلى
مدى السنوات ظهرت رواسب سميكة من الحجر الرملي وتكوينات صخرية وهو ما
يسمى اليوم وادي الحيتان .
أجريت الدراسات الجيولوجية في المنطقة منذ عام 1800، وعثر على الهياكل
العظمية الأولى حوالي عام 1830 ولكن لم يتم نقلها أبداً بسبب صعوبة الوصول
إلى الموقع حينها. في البداية، اعتقد الأثريون أنهم عثروا على زواحف بحرية
ضخمة. ولم يتم التعرف على هذا النوع من الحيتان البرية إلا أواخر عام 1902
وعلى مدى السنوات الـ 80 التالية كان اهتمام السياح بزيارة هذا الموقع ضعيف
ونسبي بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة، ولكن في الثمانينات، بدأ الاهتمام يسلط
على المنطقة من جديد بعد توفير وسائل النقل