يتقلب الناس في دنياهم بين أيام الفرح والسرور, وأيام الشدة والبلاء
وتمر بهم سنين ينعمون فيها بطيب العيش, ورغد المعيشة, وتمر بهم
الأيام العصيبة وفي كلا الحالين لا يزال المؤمن بخير ما تعلق قلبه بربه
ومولاه, وهناك عبادة هي صلة العبد بربه, وهي أنس قلبه, وراحة نفسه.
إنه أقوى من كل سلاح مهما بلغت قوته ودقته, والعجيب في هذا السلاح
أنه عزيز لا يملكه إلا صنف واحد من الناس, لا يملكه إلا أنتم
نعم, أنتم أيها المؤمنون الموحدون
إنه سلاح رباني, سلاح الأنبياء والأتقياء على مرّ العصور.
سلاح نجى الله به نوحًا عليه السلام فأغرق قومه بالطوفان ونجى الله
به موسى عليه السلام من الطاغية فرعون
نجى الله به صالحًا, وأهلك ثمود
وأذل عادًا وأظهر هودَ عليه السلام, وأعز محمدًا
في هذه الدنيا مصائب ورزايا، ومحن وبلايا .. آلام تضيق بها النفوس،
ومزعجات تورث الخوف والجزع ..
كم في الدنيا من عين باكية، وكم فيها من قلب حزين، وكم فيها من
الضعفاء والمعدومين ..
قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل ..
هذا يشكو علة وسقماً، وذاك حاجة وفقراً، وآخر هماً وقلقاً
عزيز قد ذل، وغني افتقر، وصحيح مرض .. وكل له هموم وآلام
فإلى من يشكون ؟ وأيديهم إلى من يمدون؟
إلى رب الأرض والسماوات، مجيب الدعوات، ومقيل العثرات
علاِّم السر والنجوى، وسامع كل أنة وشكوى.
فإليك ربنا وخلقنا وسيدنا نمد أيدينا وأنت تعلم حاجتنا وفقرنا
إلى قلب يتوجع .. إلى الحيارى .. إلى البائسين
هلموا إلى باب الرجاء والأمل
فسبحان من فتح لنا باب الأمل
وسبحان من هو أرحم بنا من أمهاتنا
إنه الباب الذي لا يغلق
باب بين العبد وربه فتحه الله لعباده
ولم لا وهو القائل جل في علاه
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
" سورة البقرة
وهو القائل
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " سورة غافر
إنه باب الدعاء
إلهي وأنت قريب مجيب، أناجيك وأطلب منك العفو والدواء
فمن أعظم منه جودا والخلائق له عاصون
من ذا الذي دعاه فلم يجبه ؟
ومن ذال الذي سأله فلم يعطه ؟
ومن ذا الذي رجاه فقطع رجاه؟