المستشرقون هم المفكرون والباحثون الذين عملوا على دراسة الشرق والحضارات
الشرقية وما يتعلق بها، وكان لهم باع طويل في تقليد وتصوير وتمثيل جوانب كثيرة
من هذه الحضارات من كتاب ومؤرّخين ورواة وفنانين ومصممين وغيرهم ، وعلى
الرغم من أنَّ الاستشراق حديث الظهور إلا أنَّ معرفة الثقافة الشرقية وما يتعلق
بالشرق يعود إلى زمن بعيد، وقد ظهر المستشرقون في جميع مناطق أوربا ، لأن
معظم دول أوربا وخاصة الدول الاستعمارية التي بسطت سلطانها على مناطق واسعة
من الشرق أرادت أن تكشف عن خفايا كل المناطق حتى تستطيع إحكام السيطرة
عليها وكانت فرنسا في مقدمة الدول التي دعمت موضوع الاستشراق وتعدّ من أهم
مدارس الاستشراق وذلك منذ مدرسة اللغات الحية في عام 1795م موترأسها
المستشرق سلفستر دي ساسي والذي يعد من أشهر المستشرقين وعميد المستشرقين
في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكذلك كان المستشرقون في إيطاليا
يهتمون بدراسة الإسلام وحضارة الشرق لأنَ إيطاليا كانت منبع الدراسات
الإسلامية والعربية ، ومن أشهر المستشرقين في إيطاليا الأمير كايتياني الذي
ألف مؤلفًا كبيرًاسمَّاه “حوليات الإسلامي”، وكذلك كان هناك المستشرقون من
الألمان والنمساويين والأمريكان والبريطانيين والإسبانيين وغيرهم، ومن أهم
المستشرقين: “الإنكليزي وليم موير، الألماني بروكلمان الروسي فيكتور روزن،
أدريان ريلاند زيغرد هونكه، الألماني يوهان رايسكه، الإنكليزي توماس أرنولد،
المجري اليهودي جولد زيهر، الأمريكي كينيث كراج وغيرهم