يعلمنا الله في الصلاة كيف نأتمر جميعاً بأمر واحد هو الإمام, فليس لإنسان أن يفعل
فعلاً, أو يقول قولاً إلا بعد أن يفعل أو يقول الإمام فهم تابعون له. لماذا؟ لأن حركة
الحياة لا بد فيها من قادة وقوم يتقدمون لحمل المسئوليات وهذا الذي يحمل المسئولية
لا ينبغي أن ننظر إليه على أنه مشرَِِِِِِِِِِّف بهذا ولكن على أنه مكلَّف , فولاية أمور الناس
ليست تشريفاً وإنما هي تكليف لمن يعرف حق التكليف, فإذا ماامتثلنا جميعا فلا نخالف
إمامنا, وقد تأكد ذلك المعنى في نفوسنا لأنه أمر نرتاض عليه كل يوم, وما دام كذلك
فسنعتاد أن نأتمر بأمره, وأن ننتهي بنهيه حتى تتحد الطاقات ولا تتبدد, وتتعاضد ولا
تتعاند.
ولكن هناك شيء آخر لابد أن ننتبه إليه, وهو أن الإمام إذا ما خالف شيئاً في الصلاة
فلأي مأموم من المأمومين أن يسبح ليرده عن خطئه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق: ناسياً ننبهه, أو مخطئاً نصوبه.
وعلى هذا النحو نأخذ من الصلاة دروساً لعقائدنا لأننا جئنا إلى الصلاة بدعوة من
الله, وجئنا أيضا نعرف أخلاقاً ونظاماً وسياسة, فإذا ما أخذنا هذه الحصيلة بتكرار
متوالٍ ماذا يكون الموقف؟ يكون الموقف أن يصبح المسلمون كما يريدهم الله مثل
العباد المكرمين, أي: مثل الملائكة..فينبغي أن ننظر للصلاة النظرة الحقيقية الأصلية
والصميمة حتى تؤتي هذه الصلاة أثرها المحمود في نفوسنا.