قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ {التكوير:1}:
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) فقال بعضهم:
معنى ذلك: إذا الشمس ذهب ضوؤها. وقال آخرون: معنى ذلك: رمي بها.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: (كُوِّرَتْ) كما قال الله جل
ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك
كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع
الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) إنما
معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب
ضوؤها، فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللذين ذكرت عن
أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كورت ورمي بها ذهب ضوؤها.