تفسير قوله تعالى "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"
في سورة الإنسان قال تعالى:
" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ
اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} "
1- تفسير بن كثير رحمه الله
{9} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا
" إِنَّمَا نُطْعِمكُمْ لِوَجْهِ اللَّه " أَيْ رَجَاء ثَوَاب اللَّه وَرِضَاهُ " لَا نُرِيد مِنْكُمْ
جَزَاء وَلَا شُكُورًا" أَيْ لَا نَطْلُب مِنْكُمْ مُجَازَاة تُكَافِئُونَنَا بِهَا وَلَا أَنْ
تَشْكُرُونَا عِنْد النَّاس
قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر أَمَا وَاَللَّه مَا قَالُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَلَكِنْ عَلِمَ اللَّه
بِهِ مِنْ قُلُوبهمْ فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِهِ لِيَرْغَب فِي ذَلِكَ رَاغِب .
2- تفسير القرطبي رحمه الله
{9} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا
" لَا نُرِيد مِنْكُمْ جَزَاء " أَيْ مُكَافَأَة . " وَلَا شُكُورًا " أَيْ وَلَا
أَنْ تُثْنُوا عَلَيْنَا بِذَلِكَ.
قَالَ اِبْن عَبَّاس : كَذَلِكَ كَانَتْ نِيَّاتُهُمْ فِي الدُّنْيَا حِين أَطْعَمُوا .
وَعَنْ سَالِم عَنْ مُجَاهِد قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ مَا تَكَلَّمُوا بِهِ وَلَكِنْ عَلِمَهُ
اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْهُمْ فَأَثْنَى بِهِ عَلَيْهِمْ ; لِيَرْغَب فِي ذَلِكَ رَاغِب .
3- تفسير الطبري رحمه الله
9} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا يَقُولُونَ
لِلَّذِينَ يُطْعِمُونَهُمْ ذَلِكَ الطَّعَام : لَا نُرِيد مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس عَلَى إِطْعَامِنَاكُمْ
ثَوَابًا وَلَا شُكُورًا . وَفِي قَوْله : { وَلَا شُكُورًا } وَجْهَانِ مِنْ الْمَعْنَى : أَ
حَدهمَا أَنْ يَكُون جَمْع الشُّكْر كَمَا الْفُلُوس جَمْع فَلْس , وَالْكُفُور جَمْع كُفْر
وَالْآخَر : أَنْ يَكُون مَصْدَرًا وَاحِدًا فِي مَعْنَى جَمْع , كَمَا يُقَال :
قَعَدَ قُعُودًا , وَخَرَجَ خُرُوجًا .