لا سقف لمغفرة الله للعبد مهما تكررت ذنوبه وكثرت، لكن هناك
أربعة موانع للمغفرة:
1- الشرك بالله:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ}
[النساء من الآية: 48].
في حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم : الظلم ثلاثة،
فظلم لا يتركه الله، وظلم يُغفر، وظلم لا يُغفر. فأما الظلم الذي لا يُغفر،
فالشرك لا يغفره الله. وأما الظلم الذي يُغفر، فظلم العبد فيما بينه
وبين ربه. وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد، فيقتص الله بعضهم
من بعض
2- الخصومة والشحناء بين المسلمين:
في صحيح مسلم من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
«تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا
يشرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ، فيُقالُ :
أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا.. أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا..
أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا». (صحيح مسلم: []).
وظاهر الحديث أن المتخاصمين يحرمان من المغفرة التي ينالها
كل مؤمن يوم الاثنين ويوم الخميس، وتؤجل المغفرة لهما حتى
يصطلحا، زجرا لهما وحثا لهما على التصالح.
3- أكل الحرام:
فإذا دعا العبد بالمغفرة، وهو آكلٌ لأموال الناس بالباطل ومطعمه
حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، فجديرٌ أن لا يُستجاب له.
4- المجاهرة بالذنب:
للمجاهرة بالذنوب أثر في عدم غفرانها، وذلك لقول النبي صلي
الله عليه وسلم: «كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ
أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ،
عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ
اللَّهِ عنهُ». صحيح البخاري