خلال فترة حكمه قام لويس ببدء عصرٍ ذهبي للفنون والآداب، وقام بنقل الأكاديمية
الفرنسية لتصبح تحت رعايته. كما سمح للأدب الكلاسيكي الفرنسي بالازدهار من
خلال حماية عددٍ من الكتاب مثل*موليير، راسين، وفونتاين، والذين لا تزال
أعمالهم تحظى بسمعةٍ عالميةٍ إلى يومنا هذا، فقربهم إليه، وجعلهم من حاشيته.
ولم يقتصر حبه على الأدب والشعر، بل كان شغوفاً بالرسم والنحت وكافة الفنون
البصرية، ومن بين الرسامين الذين قربهم إليه، الرسام شارلز لو برون. وقام
بتأسيس معاهد عدةً للعلوم والفنون. وشيد قصر فيرساي، أشهر بناءٍ في الفن
الكلاسيكي الفرنسي، ومن أشهر القصور الفرنسية التي تشهد على روعة العمارة
الفرنسية وعراقتها، ولكن الحقيقة ان بناء لويس لهذا القصر لم يكن تباهي
الحضارة الفرنسية فقط , بل كان خطة شيطانية للسيطرة على مقاليد الحكم
بالكامل وتثبيت اركان حكمه الذى امتد اكثر من 70 عام , فقد فرض على
جميع رجال الدولة والنبلاء والطبقة الحاكمة الإقامة معه بالقصر بصفة دائمة
وبذلك ضمن ولائهم وانهم لن يستطيعوا التدبير عليه وهو يضعهم جميعاً في
سجن عظيم فاخر , هو قصر فيرساياشتهر الملك لويس الرابع عشر بحب
النساء، فقد صاحبنه طيلة فترة حياته وحكمه. فرجلٌ بمثل قوته “المستمدة
من الإله” – في رأيه -بحاجة إلى النساء ، تزوج لويس البالغ من العمر
22 سنة ابنة عمه الأولى ماري تيريس ، ابنة ملك اسبانيا فيليب الرابع،
ونتج عن الزواج ستة أولاد، ولم يصل سوى ولد واحد منهم لفترة الشباب.
وتزوج مرة ثانية من فرانسواز، أرملة شاعر يدعى بول سارون. وقد كان
الزواج سرياً.*وقد حظي لويس الرابع عشر أيضاً بعدة علاقات غرامية
أخرى. وكانت أول عشيقة له هي ماري مانسيني ، ابنة أخ الكاردينال
مازارين. ولم يكن انجاب الأولاد حكراً على الزوجات وحسب , وإنما أنجب
لويس الرابع عشر عدداً كبيراً من أولاده من عشيقاته، مثل لوسي دولا فالاري
عشيقته التي أنجب منها أربعة أطفال. أما ثالث معشوقة للويس فكانت أثينيس
دو مونستيبان والتي أنجب منها سبعة أولادتوفي لويس الرابع عشر قبل أربعة
أيامٍ من عيد ميلاده السابع والسبعين، في الأول من أيلول عام 1715، نتيجة
للغرغرينا اصابته , اذ كان يعانى من مرض يسبب له آلاما مبرحة فى ساقه
اليسرى وقد خلفه في الحكم حفيده البالغ من العمر 5 سنوات، لويس الخامس
عشر. فكل ورثته المتوسطين توفّوا قبلهحكم لويس الرابع عشر فرنسا وطبع
مصيرها بطابعه إلى حد لا يمكن تصور تاريخ فرنسا من دونه، وقد ترافق في
أثناء حكمه المجد والبؤس معاً، مما جعل المؤرخين ينقسمون تجاهه بين مادح
وقادح. ارتكزت قاعدة العمل السياسي لديه على الطاعة في الداخل والسمعة
الحسنة في الخارج. وهو يعتقد أنه مصدر السلطات ، فهو لا يزال إلى اليوم
علماً بارزاً من أعلام التاريخ الفرنسي. لكن، وكما هو معروف، لكل شيءٍ
إذا ما تم نقصان، فقد ساهمت سياسته نفسها وجنون العظمة لديه بإثارة الفتن
وتحريض الأعداء مما كلف المملكة الكثير من الخسائر.تم إنتاج فيلما سينمائيا
بعنوان “وفاة لويس الرابع عشر” وقام ببطولته الممثل جان بير ليو، , والفيلم
ركز على لحظة وفاة الملك , ويقام فى قصر فرساى بفرنسا معرض بعنوان “
موت الملك” الذى يضم مجموعة من الوثائق والخطط والماكيتات والمخطوطات
واللوحات الفنية والرسومات التى أنجزها المعمارى الإيطالى بير لويجى بيزى،
والتى تلقى الضوء على حياة هذا الملك المثير للجدل