عوامل عدة تعرض صحة النائم للخطر...
يساعد النوم على الحفاظ على الصحة من خلال توفيره الراحة البدنية
والهدوء النفسي والاسترخاء.
لكن، الإيواء إلى الفراش ليلاً يمكن أن يعرض الجسد لشتى أنواع المخاطر
الصحية.
إليكم الدليل لحماية ذواتكم من المخاطر التي تحدق بجسدكم ليلاً.
تعتبر نوعية النوم ومدته مقياس المعافاة الصحية للإنسان، فمن يقل عدد
ساعات نومه عن الحد الطبيعي، أي 8 ساعات،
يصبح سريع الغضب ويعاني التوتر الانفعالات وقلة التركيز في النهار، ناهيك
عن تأثيرات السلبية التي يحدثها الأرق الليلي في صحة الإنسان،
غير أن قلة النوم ليست مصدر الخطر الوحيد على صحة الإنسان، فثمة عوامل
عدة تؤثّرفي صحة الإنسان ليلاً ويمكنها أن تحول نومه النوعي إلى مصدر
لمشكلات صحية عدة.
- الضوء:
تشير الدراسات إلى أن الإنارة الخافتة في الليل تحفز عملية إنتاج الميلاتونين،
هرمون النوم،
ما يساعد على الاسترخاء والنوم عميقاً. في حال تسلل النور بين الجفون أثناء
النوم أو اجتاح العين
بأكملها بفعل إضاءة لمبة الحمام مثلاً، سوف تنخفض مستويات هذا الهرمون
في الجسم،
ما يؤدّي إلى الإصابة بالأرق. تعتبر اضطرابات النوم أكثر أعراض تأثيرات
النور الليلية شيوعاً، إضافة إلى زيادة
احتمالات الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب ومشكلات في الخصوبة، لقد
أفادت جوي دو فيليس،
إحدى الباحثات في مجال الخصوبة، أنها عندما طلبت من 48 إمرأة يعانين مشكلة
عدم الحمل، أن يطفئن النور ليلاً، تمكنت 26 إمرأة من الحمل بعيد ذلك. انطلاقاً
من هنا،
ينصح الخبراء بوضع ستائر داكنة اللون وسميكة لمنع تسلل نور مصابيح الإنارة
الليلية في الشوارع وأضواء
السيارات، وإطفاء أي مصدر آخر للنور حتّى ولو كانت ساعة منبه أو جهاز راديو.
- المشكلات والهموم:
يعتقد البعض أن الدماغ يتوقف عن العمل أثناء النوم، أو يأخذ استراحة بعد يوم
طويل من العمل،
لكن الحقيقة أن النوم هو الفترة المثالية التي يتولى خلالها اللاوعي معالجة
المشكلات العالقة
في محاولة لإيجاد الحلول المناسبة لها. ينصح الاختصاصيون بضرورة التخلص
من كل فكرة مرهقة أو مزعجة عند الإيواء إلى الفراش ليلاً، ومحاولة التفكير
أو أمور جميلة.
- عث الفراش:
تشير الدراسات إلى نوبات الربو تميل إلى الظهور نحو الساعة الرابعة صباحاً
أكثر من أي وقت آخر في اليوم.
ويعزو الباحثون سبب ذلك إلى وجود ملايين من حشرة عث الفراش في سرير
مريض الربو.
المعروف أن عدد كبيراً من أولئك المرضى يعاني حساسية تجاه عثة الفراش،
ما يسهم في ظهور النوبة. الحل يكمن في قتل هذه الحشرات من خلال رش
الفراش بدواء مضاد لها.
- الانحناء المفاجئ صباحاً:
في الصباح يكون الإنسان أطول بسنتيمترين ونصف السنتيمتر عن الليلة
السابقة،نتيجة تمدد أقراص العمود الفقري أثناء النوم. من المعروف أن
الأقرص الفقرية المتضخمة تكون أكثر عرضة
للانزلاق عن مكانها، ما يزيد من احتمالات الإصابة بمشكلات في العمود
الفقري، في فترة الصباح.
ينصح الخبراء بعدم ارتداء الجوارب فور الاستيقاظ، إذ يعد ذلك من أسوأ
الأفعال التي تؤذّي الظهر.
يجب الانتظار نحو 30 دقيقة قبل الإقدام على أي عمل يتطلب الانحناء أو القيام
بأي مجهود جسدي.
- القلب:
أفاد الباحثون في أميركا أن عدد حالات الإصابة بالسكتة القلبية يرتفع بنسبة
70 في المئة بين الساعتين السابعة والتاسعة صباحاً. يعزو البروفيسور
"جيم هورن" من مركز أبحاث النوم في أميركا،
سبب ذلك إلى انخفاض نشاط القلب أثناء الاستلقاء على الظهر أو النوم، حيث
يقوم بضخ الدم في أنحاء الجسم كله بوتيرة هادئة وبطيئة، وما يحصل، أنه
عندما يستيقظ الإنسان في الصباح ويقفز فجأت من فراشه، من دون أن يمر
بمرحلة انتقالية من النوم إلى الجلوس ثم الوقوف،
يرغم القلب على العمل بسرعة فائقة لضخ الدم، ما يؤدّي أحياناً إلى حصول
صدمة. ينصح الخبراء بالجلوس في السرير مدة 10 دقائق عند الاستيقاظ
صباحاً، كي يتسنى للقلب التأقلم مع مهمته الجديدة التي تتطلب منه ضخ الدم
إلى كامل الجسم بوتيرة مختلفة عن فترة الليل.
- احتكاك البشرة:
تزداد إفرازات غدد التعرق ليلاً ما يؤدّي إلى تبخر نحو نصف لتر من السوائل
عبر المسامات.
تصيب هذه العملية البشرة بالجفاف ما يرفع من احتمالات ظهور التجاعيد على
الوجه تحديداً. في الليل، يغير الإنسان وضع جسمه أثناء النوم كل 12 دقيقة.
وقد بينت الدراسات أن هذه الحركة الليلية يمكن أن تسبب تشققاً في بشرة الوجه،
لاسيما إذا كانت جافة. تقول البروفيسورة ماري لوبو، اختصاصية الأمراض
الجلدية: "إن عملية احتكاك البشرة بالوسائد والأغطية نتيجة تحرك الجسم قد
تؤدي إلى ظهور خطوط دائمة على البشرة الجافة.لهذا وجب استخدام أغطية
من قماش الساتان الناعم، لاسيما أغطية الوسادات،لكونه يخفف من عملية
احتكاك البشرة أثناء التحرك ليلاً، وبالتالي الحد من التشققات، إضافة إلى ضرورة
وضع الكريم الليلي".
- الأكل المتأخر:
تتوقف عملية هضم الطعام أثناء النوم، ذلك أن الأكل يبقى في المعدة مدى
ساعتين تقريباً،قبل أن ينتقل إلى الأمعاء. لكن، في حال تناول الطعام في وقت
متأخر، فإن عملية الهضم تبقى مستمرة أثناء التمدد، ما يزيد من احتمال ارتداد
الحمض المعدي إلى المريء، وظهور الحرقة، التي تؤدّي إلى الأرق الليلي.
لمنع ارتداد الحمض المعدي إلى المريء، يجب تناول الطعام قبل ثلاث ساعات
من موعد النوم، والاستلقاء على الجانب الأيسر. كما يمكن وضع وسادات إضافية
تحت الرأسلرفع الجزء الأعلى من الجسن، أو رفع السرير من جهة الرأس
بمعدل 12 سنتيمتراً.
- أوجاع الليل:
تزداد أوجاع مرضى التهابات المفاصل ليلاً، خاصة المصابين بالتهاب المفاصل
العظمية، إذ تتعرض مفاصل أولئك المرضى للضغط بفعل الأنشطة التي يقومون
بها في خلال النهار،ما يؤدي إلى ازدياد الأوجاع عند الإيواء إلى الفراش ليلاً.
في المقابل، تزداد أوجاع مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي في ساعات
الصباح الأولى،
ويعزو الخبراء الأمر إلى أن التهاب المفاصل الروماتويدي يحدث بسبب النشاط
المفرط لنظام المناعة.
والمعروف أن مستويات هرمون الكورتيزول الذي يكبح نشاط نظام المناعة تكون
منخفضة في الصباح،
ما يزيد من حدة الأوجاع في تلك الفترة. من هنا ينصح الأطباء مرضى التهاب المفاصل
العظمية بتناول أدوية علاج الألم منتصف فترة بعد الظهر.
أما مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي فعليهم تناول أدويتهم قبل النوم.