النوم :
أجوف واوي من باب علم يعلم بكسر ثانيه في الماضي وفتحه في المضارع
والفعل الماضي منه نام وأصله نوم قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها تخفيفاً كما
في قال وباع ، والمضارع منه ينام :
أصله ينوم نقلت حركة الواو وهي الفتحة إلى النون فعندها قلبت الواو ألفا
لفتح ما قبلها تخفيفاً كما في يخاف ،
ففي الماضي كان أعتلاله بالقلب فقط وفي المضارع بالنقل والقلب معاً فلو
لم يكن ثانيه مفتوحاً لما نقلت الحركة إلى ما قبلها كما في باع وقال حيث
تقول :
يبيع ويقول ولا تقول يباع ويقال بفتح ياء المضارعة ، والمصدر منه النوم
والنيام .
وهو ثلاثي التركيب مجرد من الحروف الزائدة لازم لايتعدى إلى مفعول
إلا بنقله إلى باب التفعيل أو غيره فيقال مثلاً :
نوم ينوم تنويماً ومنه قولهم التنويم المغناطيسي .
وأما عن معناه فقال ابن سيده :
النوم هو النعاس.
وقال الخليل :
النوم هو الرقاد .
وقال الفيروزآبادي :
النوم هو النعاس أو الرقاد .
والمنام هو موضع النوم وربما أطلق على النوم نفسه ومنه قوله تعالى :
« ومن آياته منامكم بالليل والنهار» (1)
واسم الفاعل منه النائم .
هناك عدد من المفرادات تستعمل مرادفة للنوم وتارة تعبر عن درجات
النوم وهي
الخفقة ،النعاس ، الكرى ، السنة ، الغفوة ،النوم ، الرقاد ، السبات.
الخفقة : من خفق ـ بفتحتين ـ يخفق بالكسر أو الضم ـ
خفقاً وخفوقاً وخفقاناً برأسه إذا حركه وهو ناعس ، وأصله من الحركة
والاضطراب ومنه خفقة القلب والطائر .
النعاس :
من نعس ـ بفتحتين ـ ينعس ـ بالفتح ـ نعساً ،
قيل إن حقيقة النعاس هو السنة من غير نوم كما جاء في قول عدي بن
الرقاع من الكامل :
وسنان أقصده النعاس فرنقت في عينه سنة وليس بنائم والظاهر أنه الفتور
الذي يعرض على الحواس ، ومنه اللين والضعف ولذا يقال نعس جسمه أو
رأيه إذا لان وضعف .
ويبدو أن النعاس هو حالة النوم اتي تسبب ارتخاء الجسم كمقدمة للنوم ،
ويعبر بافلوف ، عن النعاس :
بأنه إجراء فسيولوجي حيوي ذو طبيعة صيانية أو وقائية ، وذلك لأنه يحول
دون استنزاف طاقة الجسم الحيوية وبخاصة نشاط الجهاز العصبي المركزي
ولاسيما المخ
فالنعاس إذا مثل الجوع والعطش يدل على اقتراب حدوث النوم كما يدل الجوع
على حاجة الجسم إلى الغذاء ، والعطش على حاجته إلى الماء
وقد قال الله تعالى :
« ثم أنزل من بعد الغم أمنة نعاساً »
حيث إن النعاس لايأتي للأنسان إلا مع الأمن من الخوف .
الكرى : كري : من باب علم يعلم بكسر ثانيه في الماضي وفتحه في المضارع ،
واسم الفاعل منه كر وكري وكريان ، أصله من التعب ، والمراد به حالة التعب
وهي من الأضداد ،
إذ يقال للنوم أوالنعاس الكرى كما يقال للسهر ،
والكل واحد حيث أن معنى الأول حالة التعب والثاني هو ما يؤول إلى هذاه الحالة ،
وإنما يقال للنوم الكرى لأن النعاس يؤول إلى النوم ، والسهر أيضاً يؤول إلى
النعاس ثم إلى النوم ، وعلى أية حال فحفرالنهر وكري الدابة متعب ، والظاهر
أن المراد منه في الحقيقة هي الحالة المؤدية إلى النعاس أو النوم ،
وأصله من الفتور وذلك لأن من أشرف على النوم يعرض عليه الفتور فيثقل ،
وليس ذلك هوالنوم بالضرورة حيث قال سبحانه وتعالى :
« لا تأخذه سنة ولا نوم» .
الغفوة :
من غفا يغفو غفواً ـ بالفتح ثم السكون ـ وغفواً ـ بضمتين وتشديد الأخير ـ
بمعنى نام أو نعس بل هو النوم الخفيف ، يقال : غفا الرجل إذا نام نومة
خفيفة ، وقال الخليل : أغفا الرجل دخل في النوم ، والظاهر هو أول النوم
قبل تعمقة .
الرقاد : من رقد ـ بفتحتين ـ يرقد ـ بالضم ـ رقداً ورقوداً ورقاداً
بمعنى نام ، ومنهم من خصصه بالنوم ليلاً ،
وهناك من خصصه بالنوم على الأرض ومنه المرقد ،
ويطلق أيضاً على مطلق النوم ،
ولكن يفهم من كتب اللغة أنه مأخوذ من السكون والركود ولذلك يقال ،
رقدت السوق إذا كسدت وركدت ، ورقد الحر إذا سكن ،
وقد استخدمت هذه المادة في القرآن في أصحاب الكهف
الذين أماتهم الله لفترة طويلة ثم أحياهم فقال :
« وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود »
وقال :
« قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا»
منقول