إنّ مواقف النّاس اتجاه من يسيء إليهم تتنوّع وتختلف طبقًا لشخصيّة النّاس
ومعتقداتهمولكن يبقى هناك منهج مثالي للتّعامل مع المسيء ينطلق من مبادىء
أخلاقيّة ودينيّة وإنسانيّة، ومن أساليب التّعامل مع المسيء نذكر: مقابلة الإساءة
بالإحسان، وهذا الأسلوب هو من أعظم الأساليب وأنبلها في التّعامل مع المسيء
والرّدّ عليه حيث يقوم الإنسان بالإحسان إلى من يسيء إليه، ومثال ذلك أن يقوم
شخص بسبّ شخص آخر فيكون ردّة فعله أن يقول له سامحك الله أو غفر الله لك،
فهذا الرّدّ هو من قبيل الإحسان حيث إنّه دعاء طيّب حسن يخرج من إنسان أخلاقه
نبيلة عالية، ولا شكّ بأنّ تأثير هذا الأسلوب عظيم في نفس من يسيء حيث قد
تنقلب عداوته لمن يسيء إليه إلى محبّة ومودة، قال تعالى:
"ولا تستوي الحسنة ولا السّيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة
كأنّه ولي حميم". أن تضع الإنسان الذي يسيء إليك في نفس موقف الإساءة الذي
صنعه، وهذا أيضًا من الأساليب النّاجعة أيضًا في الرّدّ على المسيئين حيث يستشعر
المسيء تأثير إساءته في نفوس النّاس فيرتدع عن فعل ذلك مستقبلًا. عدم استخدام
العنف والشّدّة في التّعامل مع المسيء، فكثيرًا من النّاس تظنّ أنّ القوّة في ردّة الفعل
قد تكون رادعة للمسيء وهذا خطأ بلا شكّ لأنّه يؤدّي إلى تسلسل ردود الأفعال بحيث
لا يأمن الإنسان النّتائج السّلبية التي قد تترتّب على ذلك، وفي الحديث ليس الشّديد
بالصّرعة ولكنّ الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب، وفي هذا الحديث الشّريف درس
عظيم في بيان حقيقة القوّة حيث لا تقاس بردّة الفعل العنيفة وإنّما تقاس بدرجة الحلم
والصّبر وحسن التّصرف. النّصيحة لمن أساء إليك، فكم من مسيء يتمادى في فعله
بسبب قلّة النّاصحين وغياب الواعظين، فعلى الإنسان أن يحرص على أن ينصح إلى
من يسيء إليه ويعظه ويذكّره بإثم الإساءة والاعتداء على النّاس.