قد تتراكم الخلافات والتوترات والتنافر بين الزوجين إلى حد الذروة، لكنهما لا يصلا
إلى الطلاق المباشر، إذ تمنعهم أسباب عديدة، مستقبل الأولاد، كلام الناس، الخشية
من واقع المطلق والمطلقة، فتكون النتيجة حالة من "الطلاق النفسي" التي تستمر
فيها العلاقة الزوجية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة في
الحياة الخاصة للزوجين
فالطلاق النفسي هو وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين
الزوجين، وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما . ويرتبط الطلاق
النفسي عادة بمرحلة منتصف العمر. وقد يكون الطلاق على خطورته البالغة
أسهل من الطلاق النفسي الذي لايرجى برؤه وكأن الزوجين المطلقين نفسياً
جثتان تعيشان مع بعض وبالجسد فقط وكأن حياتهما الزوجية ميتة وهي عرفاً
على قيد الحياة
ويميز المحللون النفسيون بين نوعين من "الطلاق النفسي"، النوع الأول حينما
يكون الطلاق النفسي صادر عن وعي وإرادة الطرفين في العلاقة الزوجية وبعلمهما
الكامل، أما النوع الآخر، هو أن يكون "الطلاق النفسي" قائم من أحد الطرفين فقط
دون علم أو وعي الآخر، وهو عندما يشعر الطرف الأول بعدم الرضا لاستمرار علاقته
مع الطرف الثاني لكنه يصبر على هذا الشعور ويكبته خشية الوقوع في براثن الطلاق،
وهذا النوع غالباً ما تكون فيه المرأة هي الطرف الواعي لحالة الطلاق النفسي دون
علم أو إدراك زوجها.
ويكون الطلاق النفسي في كثير من الحالات عن طريق طرف واحد ، في حين أن
الآخر يجهل ذلك كلياً ، وإذا كان الطلاق النفسي عن طريق المرأة فإن العلاج يكون
أصعب خاصة إذا وصلت المرأة الى قناعة بعدم أهلية زوجها للقيام بدور الرجل في
حياتها، لأن هذه القناعة تعني بصورة آلية حدوث الطلاق النفسي مستقبلاً حتى ولو
استمرت في زواجها بشكل طبيعي وإن أنجبت.
أما عن أسباب الطلاق النفسي بين الزوجين فهي " الاختلاف الثقافي الكبير، اختلاف
الأعمار بشكل كبير ، عدم تكيف كل طرف مع رغبات الآخر ،ويؤدى شعور أحد
الطرفين أو كليهما بعدم التكافؤ مع شريكه سواء في المستوى الاجتماعي أو
المادي أو التعليمي أو في الطموح أو في الميول والرغبات والقناعات إلى إبتعاده
عنه شيئا فشيء
الحوار هو أساس الحل فى أى مشكلة بين الزوجين .. فالصمت يؤدى إلى تفاقم
المشكلات ..
لذلك بادرا بالحوار مرة وإثنان وثلاثة حتى تصلا لنتيجة إيجابية