عندما تسمع هذا الاسم قد تتصور أنه مكان مهجور يموت فيه كل شيء،
ولكن هذه البقعة تعتبر العطلة المثالية لكثير من السياح، ويُعتقد أن المعادن
الموجودة في الماء تقدم الكثير من الفوائد العلاجية، بالإضافة إلى ملوحة
المياه العالية مما يعني أنه من السهل أن تطفو، ولكن هل سبق لك أن
تساءلت لماذا سمي البحر الميت بهذا الاسم، ولماذا يغرق فيه الكثير من
الناس بالرغم من ملوحة المياه العالية.
في البداية دعنا نعرف قليلًا عن البحر الميت، يقع البحر الميت بين الأردن
وفلسطين، وتعتبر مياهه من أجمل المياه في العالم، في عام 2011 كانت
ملوحة المياه تقدر بنحو 34.2٪، وتعتبر هذه النسبة مالحة أكثر من مياه
المحيط بنحو 10 أضعاف تقريبًا ، يتقلص البحر كل عام وتزداد ملوحته ،
وهذه النسبة العالية كانت كفيلة بمنع الحياة النباتية والحيوانية فيه لآلاف
السنين.
التركيب الكيميائي للمياه ليست موحد، فهناك طبقتان لكل واحدة مستوى
ملوحة مختلف، ودرجة حرارة مختلفة، وكثافة مخلفة، ويختلف تركيز
الملح بشكل عام تبعًا للعمق والموسم، ومع متوسط تركيز الملح بنسبة
31.5٪ خلال الفيضانات، يمكن أن تنخفض الملوحة إلى أقل من 30٪
ومع ذلك، فإن ملوحة المياه تزداد بسبب كميات المياه الكبيرة المفقودة
في عملية التبخر.
والسبب في عدم توافر الحياة في البحر الميت هو بسبب الأيونات التي
تؤثر على الضغط الاسموزي للخلايا، مما تُخرج كل الماء الموجود داخل
الخلايا ، وهذا يقتل الخلايا النباتية والحيوانية ويمنع الخلايا الفطرية
والبكتيرية من الازدهار، ولكن البحر الميت ليس ميتًا حقًا لأنه يدعم
الحياة لبعض البكتيريا والفطريات، فمثلًا يوجد نوع من الطحالب يسمى
دوناليلا – Dunaliella يعيش في البحر الميت، كذلك يوجد نوع من
الباكتيريا يسمى هالوباكتيريا – Halobacteria وهو محب للمياه
المالحة.
كما تحدثنا من قبل من الصعب جدًا أن يغرق الناس داخل البحر الميت بسبب
ملوحته العالية، ولكن عدد كبير من الناس يجدون أنفسهم في ورطة عند
السباحة في البحر الميت، والمشكلة هنا لا تكمن في الغرق بل في ابتلاع المياه
بشكل خاطئ، فبسبب الملوحة عالية يمكن أن يحدث اختلال في توازن محلول
الاستقطاب (اليكتروليت) داخل الجسم، كذلك يمكن أن تتضرر الكلى والقلب،
ويذكر أن البحر الميت هو ثاني أخطر مكان للسباحة في فلسطين، على الرغم
من وجود الكثير من المنقذين للمساعدة في منع الوفيات.