العقال هو جزء من شخصية وهندام الرجل الخليجي خاصة، وبعض عرب
الريف في عدد من الدول العربية مثل الأردن ومصر والشام والعراق -
الذي يميزهم بين الشعوب الأخرى، بل إنه يميز بينهم في شكله وحجمه
وطريقة لبسه-.
واسمه (عقال) مأخوذ من عقال الناقة، وهو الحبل الذي تقيّد أو تُعقل به
حتى لا تبتعد عن المراعي؛ فكان رعاة الجمال يحرصون دائماً على أخذ حبل
يلف على هامة الرأس يبقى ملفوفاً على رأسه إلى حين يحتاجه، ومع مرور
الوقت تحول إلى جزء رئيس من قيافة الرجل وهندامه، ويقال إن لونه كان
أبيض، ثم تحول إلى اللون الأسود القاتم أواخر العصر الأندلسي الأليم؛
تعبيراً على حزن المسلمين على سقوط الأندلس، وتذكيراً بالعار الذي لحق
بهم.
ومر العقال من ناحية الحجم والشكل إلى عدة مراحل، وكان إلى فترة الستينيات
والسبعينيات الهجرية غليظاً جداً تدل عليها بعض الصور التي التقطت تلك الفترة،
ثم بدأ يصغر إلى أن صار بالحجم الحالي، ومثل ما ذكرنا فإن لكل بلد طريقة لبس
أو نوعية خاصة من العقل نعرفها نحن الخليجيون، ونستدل بها على جنسية
الشخص صاحب العقال؛ فنعرف على سبيل المثال أن هذا قطري الجنسية لأن
عقاله مهدب، وهذا كويتي لأنه صغير، أو عراقي لأن استدارته كبيرة، ونعرف
أيضاً (تمييلة) العقال الحائلي، ويقولون بأن أصل ذلك كان منذ العصر الجاهلي
عندما كان العرب يرتدون العمائم التي تنسدل أطرافها على ظهر الفارس الذي
يرتديها، وفي إحدى المعارك ألبس كسرى جيشه عمائم العرب؛ فأمر قائد طي
من جيشه إمالة عمائمهم ميلاً واضحاً أثناء المعركة للتفريق بينهم وبين جيش
كسرى.
وتعتبر دول الخليج أكبر مستورد للعقال، حيث يقدر ما تستورده المملكة فقط
قرابة المليوني عقال سنوياً، وتقدر قيمتها بمئة مليون ريال غير ما يُصنع محلياً
والذي يقارب نصف كمية ما يتم استيراده من الخارج، حيث يُصنع من مواد خام
يدخل ضمنها القطن والنايلون وشعر الماعز ووبر الابل.