هذا القول غير صحيح ، والنعامة لا تفعل هذا والذي رددوا هذه الأقوال
التي انتشرت في العالم هم الرحالة الذين ترددوا على أنحاء متفرقة من
إفريقيا في القرن الماضي وكلنا تعلمنا وعرفنا النعامة بحركتها المشهورة
عندما تحس ان هناك خطرا قادما تجاهها تقوم بدفن رأسها بالرمال ...
وكم ضحك البشر على هذا الحيوان ووصفوه بالغبي ظنا ًمنهم أنه دفن
رأسه في الرمال غباء ظنا منه أنه عندما لا يرى العدو فإن العدو لايراه ...
ورغم أنهم أطالوا الضحك عليه لكنهم ذهبوا يقلدونه فكلما أحسوا بأن هناك
خطرا ً قادما ً تجاههم قاموا بدفن رأسهم في الرمال ظنا ًمنهم أن هذا سيحل
المشكلة،وعندما تسألهم لماذا يقلدون النعامة وهم يضحكون من فعلها هذا
ويصفونها بالغباء يقولون لك نحن لانقلد النعامة فالنعامة تدفن رأسها في
الرمال أما نحن فنغمض أعيننا أو نصم آذاننا أو نكتم أفواهنا لكننا أبدا لا
ندفن رؤوسنا في الرمال.
والحقيقة عكس هذا تماماً فالنعامة من الطيور اليقظة جداً وهي تنطلقبأقصى سرعة إذا شعرت بخطر يتهددها وطبعاً نحن نعلم أنها لا تطير لأن
جسمها ضخم ولا يمكن لجناحيها أن يحملاها لقصر حجم هذه الأجنحة
وللنعامة ساقان قويتان جداً لدرجة أنها لو أصابت بهما إنساناً لكان من
الممكن أن تقتله والنعامة تضع اثنتي عشرة بيضة تزن الواحدة منها أكثر
من كيلو جرام ويتناوب كل من الذكر والأنثى الرقاد على هذا البيض.. ترقد
عليه الأنثى ليلاً والذكر نهاراً حتى يفقس ولتحمي النعامة نفسها وأولادها
الصغار تُلقي بنفسها على الأرض لتظهر للصائد أوللمطارد كالمصابة.. وهي
تقصد بذلك أن تتجه إليها أنظار الصائد فيتمكن صغارها من الهرب فإذا نجح
الصغار حاولت هي أيضاً عندما تحس النعامة بخطر ما تجاه صغارها
تنشر ريشها بهذا الشكل لإخافة العدو القادم والنعامة حينما تضع رأسها في
الرمال إنما تقصد أن تستمع لدبيب الأقدام على الأرض وأتجاهها مما يُسهل
لها الهرب من المطاردين والصيادين والوحوش والطريف أن العلماء اكتشفوا
أن النعامة حين تدفن رأسها في الرمال فأن تصرفهاهذا يدل على ذكائها وليس
على غبائها كما كان يظن البعض !!
لأن النعامة حين تدفن رأسها في الرمال فهي تبدو كالشجرة الصغيرة فلا
يراها الحيوان المفترس ويتجاوزها ظنا منه انها شجرة صغيرة ويذهب
بحثا عن فريسة أخرى .. وبهذا تكون النعامة حلت مشكلتها بطريقة ذكية جدا .
لكن في واقعنا نحن البشر كتم الأفواه وإغلاق العيون وصم الآذان أبدا ً لا
يحل مشكلتنا بل يزيدها تعقيدا ًوأضرب لكم مثلا بالشخص الذي يهاجمه الذئب
فيقوم بإغماض عينيه لكي لا يرى الذئب فهذا الشخص لم يحل المشكله وانما
عقدها لأنه وقف ينتظر الذئب لكي يهجم عليه ويأكله سبحان الله , لا أدري
هل هذه الاكتشافات العلمية التي تطالعنا كلّ يوم هي في مصلحة الإنسان أم
هي وسيلة لمزيد من التشتت أمام هذا الكون , كنّا نهزأ بالنعامة ومن غبائها ,
والان يثبت لنا العلم ذكائها ويقف بجانبها .