غالبا ما يكشف فحص العين عن العديد من المشاكل الصحية، ومن ضمنها
أمراض خطيرة. فكيف ذلك؟
تعتبر العين بمثابة شاشة رصد للتغيرات التي يمكن أن تتعرض لها مختلف
مناطق الجسم، حيث يمكن اكتشاف العديد من المشاكل الصحية من خلال
فحص العين. وهنا تأتي أهمية زيارة طبيب العيون بشكل دوري، وفي حال
الاشتباه في مرض معين، يتم تحويل المريض على الطبيب المتخصص.
وتدل بعض التغيرات التي تحدث بالعين على عوارض لأمراض معينة، فالعين
ذات الدائرة الرمادية حول القرنية، مثلا، غالبا ما تكون إشارة على ارتفاع نسبة
الكوليسترول والدهون الثلاثية، حسبما يقول طبيب العيون الأميركي، جون سي
هاغان في حوار مع موقع "سي بي سي نيوز" الأميركي.
ففي هذه الحالة التي تعرف لدى الأطباء بـ"أركوس سينليس"
arcus senilis يجب أن يخضع المريض لفحص الدم للتحقق من ارتفاع
نسبة الدهون في الدم، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما.
ونقل الموقع عن خبراء أن العين يمكن أن تكشف أيضا عن مرض متلازمة
هورنر. وتظهر العين في تلك الحالة بجفون متدلية مرتخية، وهنا ربما يكون
الأمر خطيرا، إذ قد يكون إشارة إلى احتمال الإصابة بأورام في الرقبة، أو
تمدد الأوعية الدموية.
كما يمكن لفحص شبكية العين أن يكشف كذلك عن ارتفاع ضغط الدم. فارتفاع
الضغط يتسبب في حدوث تمزق للأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية. وقد
يصل الأمر في حالة تأخر العلاج إلى إصابة المريض بالسكتة الدماغية.
ويعتقد الأطباء أن حدوث نزيف بسيط في الشبكية، قد يكون إشارة لمرض
السكري من النوع الثاني، وهو أحد أعراض اعتلال الشبكية السكري. وقد
يؤدي عدم علاج تلك الحالة إلى الإصابة بفقدان البصر، لكن إدارتها يقلل
هذا الخطر إلى النصف، بحسب ما ورد في موقع "ريدرز دايجيست".
وينصح الأطباء في حالة تشخيص الإصابة بالسكري، بتغيير نمط الحياة
واتباع نظام غذائي صحي وفقدان الوزن، مما يمكن أن يساعد في منع المزيد
من الضرر.
وفي سياق متصل، يقول ميتشل مونسون، رئيس جمعية البصريات الأميركية،
أن التهاب العصب البصري هو أحد الأعراض التي تكشفها العين وتدل على
الإصابة بمرض آخر هو التصلب العصبي المتعدد.
ويوضح مونسون أن تشخيص التهاب العصب البصري لا يعني تلقائيا أن
المريض مصاب بالتصلب العصبي المتعدد، فقد يكون نتيجة عدوى أو
أسباب أخرى.
ويصيب التهاب العصب البصري 75% من المرضى المصابين بمرض
التصلب العصبي المتعدد، بحسب ما أورد موقع "ريدرز دايجيست".