قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر:23]. قال الإمام ابن
كثير رحمه الله تعالى: "( الْقُدُّوس) قال وهب بن منبه رحمه الله تعالى :
أي الطاهر . وقال مجاهد ، وقتادة رحمهم الله تعالى: أي المبارك :
وقال ابن جريج رحمه الله تعالى : تقدسه الملائكة الكرام عليهم الصلاة
والسلام" انتهى بتصرف من (تفسير ابن كثير). وقال الإمام السعدي تعالى:
" {الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} أي: المُقدَّس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المُعَظَّم
المُمَجَّد، لأن الْقُدُّوس يدل على التنزيه عن كل نقص، والتعظيم لله سبحانه
في أوصافه وجلاله." انتهى من (تفسير السعدي). إن معرفة اسم الله الْقُدُّوس
يترتب عليها الإيمان بكمال الله ملك الملوك والرضا بما قدره الله العليم الحكيم
وتوطين محبة الله سبحانه في قلب المسلم وتعظيم الله تعالى والحرص على ذكر
الله سبحانه في كل وقت وحين والمثابرة على تعليم المسلمين هذه المعاني
الجليلة. ووردت في السنة النبوية بعض المواطن التي كان الرسول صلى الله
عليه وسلم يذكر فيها اسم الله الْقُدُّوس وهي الركوع والسجود وبعد الوتر.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها - أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم كان يقولُ في ركوعِه وسجودِه : «سبوحٌ قدوسٌ ربُّ الملائكةِ والروحِ»
(مسلم:487). وعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون
وقل هو الله أحد فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات"
(النسائي) وصححه الألباني في (صحيح النسائي: 1728). وفي هذا الصدد
علينا المثابرة على تعليم المسلمين هذه المواطن وتذكيرهم بها. نسأل الله
الْقُدُّوس أن يعلمنا من علمه العظيم وأن يغفر لنا وللمسلمين والحمد لله رب
العالمين ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله
وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
طريق الاسلام