هداية المؤمن إلى اتّباع هدي
رسولنا الكريم -صلى الله
عليه وسلّم-، وسنّته، فمن
أحبّه الله وفّقه للإيمان واتباع
ما أنزل في كتابه العزيز.
المؤمن الذي يحبّه الله لا يخشى
إلا الله ولا يخاف غيرَه من البشر؛
لأنّ الله ينصره على أعدائه ويعزّه
عليهم، ولا يخاف في الحقّ لومةَ
لائمٍ، كما لا يظلمُ أحداً.
يحبّ الله تعالى مَن تواضعَ له من
عباده وعلم قدره وضعفَه أمام
قدرته جلّ وعلا
كما أن الله يحب المؤمنين
المتواضعين فيما بينهم.
يحبّ الله تعالى كلّ من يتقرب إليه
بالنوافل بنيّةٍ صادقةٍ مخلصةٍ، كما
أنّه يهديه إلى القيام بها ويعينه
عليها، يقول الله تعالى في الحديث القدسيّ:
(وما زال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه).
الابتلاء، فاللهُ سبحانه وتعالى إذا
أحبّ عبداً من عباده ابتلاه بالمصائب،
ليمتحنَه ويعرف مدى صبره، فمن
صبر له الجزاء العظيم يوم القيامة،
ومن لم يصبرْ فله السخط والعذاب.
تيسير الأمور وتسهيلها، فالله سبحانه وتعالى يفرج
على عبده المؤمن الصابر، وييسر له أمورَه وحوائجه،
ويبعد عنه المكارين والغدارين.
استجابة الدعاء، فالله إذا أحبّ عبداً لا يرد له دعاءً ولا يخيّب
له رجاءً، وإن لم يستجب له فيعوّضه في الآخرة خيراً.
نيل محبة الناس ورضاهم وتقديرهم،
فإذا أحبّ الله عبداً من عباده أمر أهل
السماء بأن يحبّوه، فإذا أحبّوه
أمرَ أهل الأرض بأن يحبّوه.
يحبّ الله تعالى من عباده الشاكرين
الحامدين، والراضين بقضائه وقدره،
والعارفين لحجم النعم التي
أنعم بها الله عليهم.
من علامات حبّ الله للعبد أنه
يهديه إلى الاتصاف بالأخلاق
الحميدة، والصفات الحسنة التي
ترفع قدرَه بين الناس وتزيدهم حبّاً له.
من يحبّه الله يجنّبه ارتكاب المعاصي
والذنوب، ويبعد عنه مكر الشيطان
وضلاله، كما أنّه يغفرُ له كلَّ ما تقدّم
وما تأخّر من ذنوبه.
يحبّ الله سبحانه وتعالى المتفكّرين والمتدبّرين في
خلق السماوات والأرض، فهم في حيرةٍ دائمةٍ أمامَ قدرة الله
العجيبة التي لا يوازيها شيء.