اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: فواصل من اعمارنا الإثنين 5 نوفمبر 2018 - 15:09
اعمارنا تستطيعُ اجبَارَ أحَدِهم علَى كُرْهِك لكنّك لنْ تسطيعُ أبداً اجبَارَهُ علَى "حُبِّك " اعمارنا بينَ أنْ تُفكّر وأن يٌفكّرَ عنكَ الآخَرون مسافةٌ طويله طُولُهــا " أنْت " ! . اعمارنا حتّى الضّوء حينَ يشتدُّ يُحجُبُ الرّؤيـه ْ. اعمارنا الأحلام حياةٌ أخرى لمن يُتقنها وضربةٌ قاضية لمن يتجاوزُ بها الواقع اعمارنا الصّامتونَ وحدَهم يسمعونَ " كلّ شيء " اعمارنا سَألوهُ وهو يحتضنُ زاويةَ المقهى وينفثُ دخان شيشته ويتُابعُ شريط أخبارِ "العربية " ما هيَ وظيفَتك" ردّ بلاَ تردّد : عاطلٌ عنِ الأمل ! . اعمارنا قالو بأنّ الأغلال والقيود هيَ أن يرمى بك خلف أسوارِ السّجون وقلتُ بل هيَ أن تتمشّى بحرّيةٍ في شارعِ عاصمةٍ عربيّه ! . اعمارنا أبُو سعودٍ وأبو علي مُسنّنانِ ماتا في ذاتِ اليومِ , ودُفِنا في ذاتِ المقبرهأبو سعودٍ نعتهُ كلّ الصحفِ المحلّيةِ وجاءَ خبرُ وفاتهِ كعاجلٍ في أكثرِ من قناةٍ وأبو علي لهُ عجوزٌ لم تعد تجيدُ البكاء فصمتت , واكتفت بإطفاءِ إنارة فناءِ البيت المُستأجر حينَ غُسِلا خُلعت عن أبي سعودٍ ساعتهُ المقدّرةُ بالآلاف وقلَمهُ المصنوعُ من الّذهب الخالص وعن أبي عليّ ملابسه المهترئةُ التي لم يغيرها من سنواتٍ ثلاث ولا قلَم ولاساعه له . وحين جيء بجسديهما للدفنِ تجمّع حشدٌ كبيرٌ لدفن جثمانِ أبي سعود ورمق الإثنانُ اللذان جاءا لدفن جثمانِ أبي عليّ الجموع وراقتهما روائحُ العطرِ وأبّهةُ المشيعين فدخلوا بينهم . وحين غادر الجميع تجاور القبرانِ واستوى كلّ شيءٍ حتّى ذرّاتِ الطّين التي غطّت جسَديهِما! . اعمارنا تاءُ التّانيثِ السّاكنه هل كانَ لزاماً عليها السّكون حتّى في قواعِد اللغة " قالب الفكر " فلا تتحرّكُ أبداً ..؟! اعمارنا سهلٌ جداً أن نتخفف من كلّ مسؤلياتِ الحياة/ أن نغدو بلا انتماءات وصعبٌ هو الإيمان ومسؤليّةٌ هي الإنتماءات اعمارنا تحدّث بِما يُخالفُ سياستهُم فجرّدوهُ من كلّ شيءٍ .. حتّى عقله ! وحتّى حين أصبح مجنوناً " لا حرَجَ عليه " سجنوهُ بتهمةِ اثارةِ البلبلةِ والفوضى ! . اعمارنا لا تربط قوّتك / وجودُك / سعادتك بالآخرين لأنّك حتماً ستفقدهَا يوماً ما . ولكنْ اربِطها بذاتِك التّي ستخلُد معك . اعمارنا مُسافرونَ بلاَ طَريق وخاسرونَ بلا قضايا ومُنهكونَ بِلا عمَل .؛ كم مُسرفونَ في الحياةِ نحنُ اعمارنا حِينَ تُداهِمُنا أزمة نغدو نُسخاً من بعضِنا نُشبِه بعضنا حدّ التطابُق وحِين تُفرج نعودُ إلى اغترابنا حتّى لنشعرُ أنه لا أحد يفهَمُنا