اللغة العربية الجميلة.

لكلّ لغةٍ من اللغات الإنسانيّة خصائص تمتاز بها عن غيرها . ولكنَ مايميّز
اللغة العربية قدرتها على التعبير بمخارج حروفٍ ليست موجودة في لغات
عالمية أخرى مثل حرف الضاد، وهي أمتن تركيباً، وأوضح بياناً، وأعذب
مذاقاً، إذ يكفي ذلك دليلاً أنّ ربّ العالمين اختارها لأشرف رسله، وخاتم
رسالاته، فهي لغة القرآن الذي شرّفها الله بنزول كلامه المقدّس ، فقال عنها
عزّ و جلّ :
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يوسف
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ
لَهُمْ ذِكْراً } طه، ...
كما قال عنها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:
{ أحبوا العربَ لِثَلاَثٍ : لأَنِي عَرَبِيٌّ ، وَ القُرْآنَ عَرَبِيٌّ ، وكَلاَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ
عَرَبِيٌّ} . رواه الطبراني والحاكم.
وقال حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية :
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُ كامنٌ فهل ساءلوا الغواصَ عن صدفاتي
هذا التشريف العظيم لهذه اللّغة يستوجب منّا نحن العرب وحتى من
ينحدر من اصول غير عربية أن نحافظ عليها و نقوِّيها، ونجعلها لغة
معاصرة بكل المقاييس ، وأوّل ما ينبغي علينا فعله ، إتقان قواعدها،
وكتابتها حسب الأصول.
أما الخطر الأكبر على هذه اللّغة فهو ما يفعله شباب اليوم من أبنائها،
فقد أصبحت كتابة اللّغة العربيّة بحروف لاتينية تمثل انهياراً جديداً
للّغة العربيّة لغة القرآن الكريم، خلّـف وراءه (ألِف بائية) عجيبة تنتشر
في أوساط الشباب سواء في رسائلهم المتبادلة عبر الهاتف المحمول،
أو غرف الدردشة «الشات» وفي أغلب كتاباتهم عبر المواقع الاجتماعية،
ومنها إلى الشريط المتحرك أسفل شاشات الفضائيات العربيّة .
أما السبب وراء تلك الظاهرة، التي بدأت نكتة وتحوّلت إلى كابوس مزعج
حسبما ردّد بعض الشباب، فهو السرعة والسهولة والمرونة في كتابة
الحروف اللاتينية مقارنة بالعربية، حسب ادّعاءاتهم.
وكتابة العربية بحروف لاتينية طريقة انتشرت بين الشباب منذ بروز نجم
المحمول وشبكة الانترنت .