المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  النظرية العقلية الأخلاقية ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56607
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

 النظرية العقلية الأخلاقية .. Empty
مُساهمةموضوع: النظرية العقلية الأخلاقية ..    النظرية العقلية الأخلاقية .. I_icon_minitimeالإثنين 11 فبراير 2013 - 17:25

بسم الله الرحمن الرحيم

التجاهل
يؤدي إلى الجهل ، والتجاهل يعني عدم الرغبة بالمعرفة ، وعدم الرغبة بها
بحد ذاته استكبارٌ على الحقيقة وعلى الآخرين ، ومن هنا نفهم العلاقة بين
التكبر والغباء و الجهل و سوء النية وضعف المنطق وحب التسلط وتضخيم الأنا
.. إذن الاختيار بين النجدين هو المسؤول عن الذكاء والغباء ، وليست محددات
جينية أو غير جينية
إنسانٌ تكبَّرَ .. واحتقرَ
.. و نأى بجانبه .. فأصبح لا يعرف الواقع ، {قالوا قلوبنا غلف} {لا نفقه
كثيراً مما تقول} {قست قلوبهم فهي كالحجارة} {كلا بل ران على قلوبهم ما
كانوا يكسبون} {وفي آذانهم وقر} {عتل بعد ذلك زنيم} ، أي أن التفاهم معه
صعب ، و كل ما سبق هي صفات للضعف العقلي والجهل وقلة الحكمة .. سببها عدم
اختيار الخير كخط حياة مقابل المصلحة المادية المؤدية للشر والجهل إذا
اختيرت وحدها .. قال تعالى {وأعرض عن الجاهلين} ، لماذا الجهل أصبح صفة
سيئة؟ لأنه يشير إلى عدم اهتمامهم أصلاً بأن يعرفوا ، فأصبحوا جاهلين ..

التكبر لا يؤدي إلى علم بل
يؤدي إلى جهل ، لهذا سمى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن هشام بأبي
جهل؛ لتكبـّره ، فالتكبر يفضي إلى حمق السلوك و ضعف التصور وعدم الواقعية ،
لأنه بطر للحق، أي رفضه ، والعقل السليم يـُبنى على الحقائق كلها دون
انتقاء .

الجهل البريء هو لعدم وجود
ظروف متاحة للمعرفة ، لكن الجهل الاختياري هو بتجاهل المعرفة و عدم الرغبة
فيها اختياراً ، والتقليل من شأنها تبعاً لهوى النفس ، وهكذا التعصب ينتج
جهلاً و ليس العكس .

كل المساوئ العقلية تنتجها المساوئ الأخلاقية .. إنسان ساء خلقه فأصبح
غبياً وجاهلاً وغير منطقي وغير دقيق ، أي : ساء خلقه فساء عقله .. و سوء
الخلق مرتبط بالاختيار ، فالاختيار الحقيقي ينتج عقلاً حقيقيا .. والاختيار
الصناعي غير الأخلاقي ينتج عقلاً مزيفاً وغير قادر على مواجهة العقل
الحقيقي ، ولا دخل للبيولوجيا ولا عمل الدماغ ..

بيدك إذن أن تصبح ذكياً أو
غبياً ، جاهلاً أو متعلماً ، حكيماً أو أحمقاً {يؤتي الحكمة من يشاء} ..
الخير يقود إلى العقل السليم وليس العكس ، والعقل السليم في الاختيار
الأخلاقي السليم وليس في الجسم السليم كما يقولون! بل إن الجسم السليم
أيضاً مع الاختيار السليم ، لأن الصحة مع الحكمة ، والمرض بشكل عام مع
الحمق في تقارب .. لهذا سموا الطبيب حكيماً ..

]إنها النظرية العقلية
الأخلاقية لتفسير القدرات العقلية و تفاوتها بين الناس والآراء و صواب
الرأي والحكمة ، والحكمة دائماً ملازمة لذوي الأخلاق العالية .. وكذلك
العلم الحقيقي .. وإلا فكيف يتوعد الله الجاهلين؟ ألا يـُعذرون بجهلهم؟ إنه
الجهل المقصود لذاته، وليس الخارج عن الإرادة .. قال تعالى: {
إذ جعل الذين كفروا
في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية}
، أي أن الحمية هي من أنتج الجهل ، و ليست العزلة هي التي تنتج التعصب ،
بدليل وجود متعصبين متطرفين في أكثر البيئات انفتاحاً على العالم ، ووجود
عقول منفتحة في أكثر البيئات انغلاقاً .. وهذا يشير إلى الاختيار و أنه سبب
عدم تطابق البشر على شيء واحد .. حتى لو كانوا في نفس البيئة .

من لا تهمه الحقيقة هو غير
مهتم بالخير ، لأن الحقيقة تعني وضع الامور في نصابها و انصاف المظلوم ،
واعطاء من يستحق ما يستحق .. إذن أساس كل شيء جميل في الإنسان هو أن يحب
الحق و الخير والجمال كخيار وحيد ، سيدفعه هذا الحب للتقدم والتطور شيئاً
فشيئاً إلى أن يجد ضالته ويعرف ربه وجدوى وجوده، و من بحث عن شيء وهو جاد
طول عمره فسوف يجده .. كما قال أبو العتاهية :

وإن امرؤ قد سار خمسين حجة .. إلى منهلٍ ، من وِرده لقريب
الخير يوصل إلى الحكمة وإلى
العقل المحكم وإلى الله .. وليس العقل ولا المعرفة ولا الثقافة هي التي
تأتي بالخير لك ، بل العكس تماماً هو الصحيح .. طلبك الخير هو الذي يجعلك
عاقلاً حكيماً وعارفاً .. وكثرة الثقافة و القراءة ليست شرطاً أن تنتج حكمة
، بل في كثير من الأحيان تنتج جهلاً و غسيل دماغ وتعصباً لما قـُرِئ ..

الله وصف الكفار المعاندين
بالجهل وضعف العقل {قوم لا يعقلون} ، ولم يعذرهم رغم ذلك ، لأن جهلهم وعدم
عقلانيتهم نتيجة وليست سبباً ، نتيجة سوء أخلاقهم وليست سبباً في رفضهم ،
والحساب دائماً على الأسباب والأخلاق وليس على النتائج ، وعلى النيات وليس
على الأفعال ..

وحبنا للإنسان العاقل
والمتفهم والمتنور ليس لأجل تلك الصفات بحد ذاتها ، بل لأجل الدافع الخيّر
وراءها في ذلك الشخص و احترامه له ، وإلا لأحببناها ولم نحبه .. فالذكي
البارع في المكائد والشر لا يـُحب ولا يـُحترم رغم ذكائه وبراعته!!

الاختيار
الخيـّر لا يدع صاحبه حتى يضعه في أرقى المراتب ، حتى لو كانت خبراته قليلة
.. وعدم اختيار الخير كخط حياة لا يزال بصاحبه حتى ينزله إلى أدنى الدرجات
، ويفضح عقله حتى لو كان مليئاً بالإمكانات والمؤهلات ، فالاختيار يـَفضح و
يـُنجح ..

ليس المهم هو العلم ، بل الأهم هو القصد من ذلك العلم ، و كل إناء
بما فيه ينضح ..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




 النظرية العقلية الأخلاقية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظرية العقلية الأخلاقية ..    النظرية العقلية الأخلاقية .. I_icon_minitimeالإثنين 18 فبراير 2013 - 15:21

 النظرية العقلية الأخلاقية .. P-yemen1%20%28143%29
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النظرية العقلية الأخلاقية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: