تُقدس طائفة الهندوس دولة الهند، ويعتبرونها أكثر الأماكن المقدسة على الأرض.ويقوم أتباع الهندوسية بحرق موتاهم بعد إتمام مراسم الجنازة لاعتقادهم بأن ذلك ضرورى حتى ترتفع الروح إلى السماء. كما يعتقد الهندوس أن حرارة النار هى المطهر النهائى للروح بعد الماء، فالماء هى المطهر الأول، وحرارة النار هى المطهر الثانى.
وعندما يموت الإنسان تبقى روحه بالقرب من رفاته حسب المعتقدات الهندوسية، فيقوم بإجراء طقوسهم حتى 13 يوماً كى ترقد الروح بسلام. والروح عند الهندوس تتكون من الماء، والتراب، والنار، والهواء، والسماء، والحرق يعيد الروح إلى حالتها الأصلية حسب اعتقادهم، وبالتالى تبدأ الرحلة الجديدة لروح الميت.
واستطاع مصور، أن يلتقط صوراً للساعات الأخيرة لجثة هندوسى متوفى قبل إتمام عملية الحرق فى مانكاريكنا جاتس، أكبر موقع للحرق فى فارانسى، حسبما أفادت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
ونرى فى الصورة الأولى أنهم أعدوا الحطب،إضافة إلى مجموعة من الحيوانات والأشخاص فى انتظار الجثة التى سيتم حرقها.
وفى هذه الصورة يظهر مجموعة من الأشخاص حاملين الجثة فى طريقهم إلى نهر الغانج، لغسلها للتطهير استعدادًا للحرق.
ويجلس مئات الأشخاص من كبار السن والمرضى بجوار نهر الغانج فى انتظار قدوم ساعة النهاية. وبخلاف الأعراف كافة، لا تغلب على الجنازات مظاهر الحزن، إنما يجلس الأشخاص يضحكون ويلعبون بعد أن أعدوا مراسم الجنازة، وذلك بسبب أن الهندوس لا يرون أن الموت خسارة، لكن الشخص الذى يموت كالثوب البالى، الذى لزم التخلص منه.
عملية الجنازة أمر حيوى فى تحقيق السكينة لروح الميت، ومراحل الطقوس العديدة يجب أن تؤدى بشكل صحيح، وإلا لن تجد الروح طريقها فى الحياة الآخرة. وأخيرًا وصلت جثة المتوفى إلى النهر، ملفوفة فى كفن برتقالى، ولابد ان يتم حرقها فى غضون 24 ساعة من وقت الوفاة.
والرجل الذى يرتدى الأبيض فى الصورة هو أحد أقارب المتوفى والمكلف بتنفيذ الطقوس الجنائزية، ولا يسمح للنساء بحضور الجنازات خوفًا من أن تبكى أحدهن فتفسد الجو العام.
بعد ذلك تترك جثث المتوفيين على الدرج لمدة ساعتين تقريبًا لتجف قبل الحرق.
-
بعد ذلك يتم نقل الجثث إلى مكان الحرق، حيث يوجد أكوام من الخشب، يتم اختيارها بعناية وفقًا لمستوى الأسرة المادى.
ويعتقد الهندوس أن الموت معدى، لذا فلا يسمح لأحد بلمس الجثة سوى مجموعة يطلق عليها "doms"،ما جعلهم يحققون ثروة ضخمة.
وفى عالم الهندوس لا يوجد توابيت، لكنهم يقومون بدفن مجموعة مختارة منهم بدلًا من حرقها،مثل رجال الدين والأطفال الذين يموتون دون سنتين، لأن روحهم طاهرة، أما اللصوص والمنتحرين فيتم حرقهم، لكنهم يعتقدوا أن الحرق لن يستطع تطهير روحهم لكثرة ذنوبهم. ويتم وضع القدمين فى اتجاه الجنوب تجاه إله الموت، ورأسه نحو الشمال نحو إله الثروة.
بعد أن تم حرق الجثة، وإن لم يكن لدى الأسرة الأموال الكافية لجلب مزيد من الأخشاب، تطفئ النيران بمياه النهر ثم يلقى الرمادى فى مياه النهر، ويسمح للسياح بمشاهدة طقوس الجنازة لكن لا يسمح بالتصوير.