ما نلمسه أحياناً ممن حولنا، هو أن بعض الأسر تعاني من ظاهرة تسلط الأب والأخوة الكبار، في اتخاذ العديد من القرارات التي تهم الجميع، أو حتى تمس أحد أفراد الأسرة، وبالتالي لا يؤخذ برأيه، ثم عدم تحقيق طلباته. وتاريخ كل منزل حافل بالحكايات والقصص عن ظاهرة استبداد الكبار، باتخاذ القرارات المختلفة منفردين، إلاّ في بعض الأحيان، والتي قد تتدخل فيها الأم ليؤخذ برأيها دون اقتناع، وهنا يتطلب الأمر أن نتيح الفرصة لأفراد الأسرة بالتعبير عن ما يريدون، مع أهمية فتح المجال ل"الحوار" بين الآباء والأبناء. فماذا حدث ل"مبدأ الشورى" في منازلنا؟، باعتبارها التطبيق العملي للمبدأ الإسلامي؟، وهل نطرح أفكارنا ومواضيعنا بين أفراد أسرنا لنطبق الآية الكريمة: "وأمرهم شورى بينهم"، أم أننا نغفل عن الأمر أسرة متماسكة جمعها الحوار والألفة والشورى في اتخاذ القرارات نحتاج توعية ثقافة الحوار نهضة عصرية تبادل الرأي وبتفاؤل أكثر تنظر إلى وجود الشورى على أرض الواقع، موضحةً أن الماضي ولّى بتسلطه، حيث كانت الأسرة العربية تعاني من ظاهرة تسلط رب الأسرة، وحتى الأم، أما اليوم فهناك ثقافة حتى ولو كانت محدودة وغير شاملة لمختلف المجتمعات أو حتى الأسر، إلاّ أنها باتت موجودة، مضيفةً أن "دكتاتورية" الآباء وتسلطهم تكاد تختفي وتسود بدلاً عنها الثقة والحوار وتبادل الرأي، وهذا ما تشير إليه الدراسات الاجتماعية في العديد من الدول، مؤكدةً على أن ذلك سينعكس بالإيجاب على حياة الأسرة والأفراد الذين يعيشون فيها، مبينةً أنه لا يمكن أن يختار الأب أو الأم أثاث المنزل بدون الرجوع إلى رأي أفراد الأسرة، معتبرةً ذلك أسلوباً ديمقراطياً جميلاً ومحموداً.