أصلهم قبائل عربية قديمة هاجرت حوالى 3000 ق.م إلى شمال بلاد الرافدين
ولم يعرفوا الطمأنينة والاستقرار قرابة ألف سنة بسبب الحروب والغارات
وخضوعهم لشعوب وأمم جاءت من أواسط آسية.
نسبوا إلى إلههم آشور، الذي مثل قسوتهم وخشونتهم وبأسهم الحربي
الشديد. لقد عاشوا للحرب يزكون نارها ويخوضون غمارها. عاصروا
حمورابي وخضعوا له ثم وقعوا بين نارين: نار الكاشيين من الجنوب،
ونار الميتانيين من الغرب الذين دخلوا أشور في عهد ملكهم شوشتار.
ولكن آشور أرباليط 1392 ـ 1337ق.م. تمكن من القضاء على الميتانيين والاستقلال بتحالفه مع الحثيين.
توسعت الامبراطورية الآشورية حتى مصر والأناضول مروراً بسورية.
وكان أوج المجد والتوسع أيام آشور بانيبال 668 ـ 626 ق.م. ولكنها
سقطت سنة 612 ق.م. لاعتمادها على الإرهاب العسكري وخشونة
طباع جندها، ووحشية قادتها ولكثرة الحروب التي سببت الفقر والمرض،
فقامت دولة قوية في بابل على يد أسرة كلدانية والتي كان من أشهر
ملوكها نبوخذ نصر الذي قضى على مملكة يهوذا سنة 585 ق.م. وفي
عام 539 ق.م. اقتحم قورش الفارسي أسوار بابل، وانتقلت السيادة
السياسية إلى الفرس حتى عام 331 ق.م. حين استولى الاسكندر
المقدوني على الشرق.
كانت الحكومة الآشورية كلها أداة حرب قبل أي شيء. إعتمدت العنف
وبالغت في الوحشية وأسرفت في إتلاف الحياة البشرية بطريقة مؤلمة.
لقد دمرت المدن المغلوبة تماماً وأحرقتها عن آخرها، وكوفىء الجندي
الآشوري بعدد الرؤوس التي قتلها وقطعها، وهكذا كان مصير المدن
المغلوبة الإبادة.
يظهر من الرَّقم الآشورية التي احتوتها مكتبة آشور بانيبال والتي كتبت
بالخط المسماري أن الآشوريين كانوا يعرفون جيداً شريعة حمورابي
وربما كانوا يطبقونها. غير أن القوانين الآشورية امتازت بدقتها وكانت
أكثر شدة في أحكامها من شريعة حمورابي.
من أشهر ملوك الأشوريين: ثغلا تفلاسّر الأول وأشور ناصر بال وشلم
ناصر الثالث وسرجون الثاني وسنحريب وأسر حدّون وأشور بانيبال.
ومن أهم مدنهم: أشور وكلخ ونينوى ودور شروكين.
وعلى الرغم من العنف الذي تميزت به الدولة الأشورية فإن مدنها كانت
مهد حضارة متقدمة جداً.