اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: وليو روميرو دي توريس، قارئة الحظ، 1922 الأحد 7 أكتوبر 2018 - 2:34
ان دي توريس احد أشهر الرسّامين الإسبان في النصف الثاني من القرن العشرين. كان يركّز في لوحاته على رسم النساء الغجريات اللاتي طالما اعتُبرن رمزا للجمال التقليدي الاسباني. أي انه اخذ صورة ذات جذور شعبية وحوّلها إلى لوحات أصبحت تجسّد صورة اسبانيا الريفية والنقيّة. بعض النقّاد يأخذون على دي توريس الطابع الفولكلوري والرومانسي المفرط للوحاته وترويجه لصورة نمطية عن النساء الاسبانيات وانفصاله عن الاتجاهات الحديثة في الرسم في زمانه. أعماله المبكّرة ترافقت مع شيوع الأفكار الرمزية والحداثية التي اكتسحت أنحاء واسعة من أوربا خلال العقدين الأوّل والثاني من القرن العشرين. لكن لا يجب أن ننسى أن أكثر الرسّامين في ذلك الوقت كانوا يتبنّون أساليب تقليدية وزخرفية، لأن ذلك كان يروق للطبقة البورجوازية التي كان أفرادها يرعون الفنون ويدعمون الفنّانين. في هذه اللوحة بعنوان قارئة الحظ يرسم دي توريس امرأتين شابّتين تجلسان متناظرتين، وهي ثيمة تميّز لوحاته وترمز إلى ثنائية الأشياء. المرأة إلى اليمين تبدو سعيدة وهي تحاول أن تثير اهتمام المرأة الأخرى بورقة الحظ التي ترفعها أمامها. غير أن الفتاة الأخرى تبدو شاردة الذهن وغارقة في الحزن. السبب وراء هذا الحزن توحي به خلفية اللوحة التي يظهر فيها رمز ديني وبيوت قديمة ورجل يودّع امرأة. من الواضح أن اللوحة تحكي عن قصّة معاناة عاطفية وحبّ قديم أو ضائع. ودي توريس يحاول أن يقيم علاقة ما بين مقدّمة اللوحة وما يجري في خلفيّتها كي نفهم المعنى الرمزي للمشهد.