لا تيأس مهما بلغت أوزارك
حاول أن يكون فعلك مطابقاً لقولك ، و سلوكك مطابقاً لدعوتك ..
فإذا غلبتك بشريتك و هزمك هواك في لحظة ..
لا تيأس و إنما استنجد و استصرخ ربك ..
و قل : الغوث يارب .. يقل لك لبيك عبدي و يخرجك بيده من ظلمة نفسك إلى نور حضرته
فإنك إن كنت أحد عمّال الله في الأرض و أحد سفرائه إلى قلوب الناس ..
فإنه سوف يرحمك إذا أخطأت و يغفر لك إذا أسأت و يعيدك إلى الطريق إذا انحرفت ..
و سوف يرعاك و يتولاك لأنك من جنده و حاشيته و خاصته
و لا تيأس مهمابلغت أوزارك و لا تقنط مهما بلغت خطاياك ..
فما جعل الله التوبة إلا للخطاة و ما أرسل الأنبياء إلا للضالين
و ما جعل المغفرة إلا للمذنبين و ما سمى نفسه الغفار التواب العفو الكريم
إلا من أجل أنك تخطئ فيغفر
جدد استغفارك كل لحظة تجدد معرفتك و تجدد العهد بينك و بين ربك و تصل ما انقطع بغفلتك
و اعلم أن الله لا يمل دعاء الداعين ..
و أنه يحب السائلين الطالبين الضارعين الرافعي الأكف على بابه ..
و إنما يمقت الله المتكبر المستغني المختال المعجب بنفسه الذي يظن أنه استوفى الطاعة
و بلغ غاية التقوى و قارب الكمال .. ذلك الذي يكلم الناس من عل و يصافحهم بأطراف الأنامل
فـ لله الحمد