أغلب البشر قد لا يتقبلون ظهور شعر رمادي او ابيض اللون لديهم ويشعرون
بضيق وحزن عند حدوث هذا الامر لتبدأ رحلتهم الشاقة لإخفاءه، في الولايات
المتحدة وحدها يتم صرف 42.5 مليار دولار سنوياً لمثل هذه الأغراض، والمثي
ر للدهشة ان هناك من تخطت اعمارهم الستين والسبعين ويشعرون بانه من
غير المنصف نمو شعر رمادي لديهم ويبدأون في اخفاءهّ! ظناً منهم ان بعض
الصبغة ستنسيهم انهم بلغوا من العمر أرذله.
الشعر الرمادي من الاشياء المنطقية، الأمر ببساطة ان خرطوشة الحبر في
طابعاتنا تبدأ في النفاذ عندما تتقدم في العمر فلماذا نستبعد حدوث المثل
للطابعة الموجودة في رؤوسنا بعد مضى عقود من الزمان على استخدامها
خاصة انها تقوم بطباعة نفس اللون مراراً وتكراراً؟. في الواقع ما يحدث
هو العكس تماماً، عندما يتحول الشعر إلى اللون الرمادي فان اجسامنا تقوم
بتبييض الشعر من الداخل ونحو الخارج. تقوم اجسامنا بصنع بروكسيد
الهيدروجين – hydrogen peroxide بشكل طبيعي، ولكن م الوقت
يبدأ في التراكم بكميات كبيرة تعمل على حجب الميلانيين وهي الصبغة
الأساسية لشعرك، بدون الميلانيين يتحول الشعر إلى رمادي ثم تدريجياً
إلى الأبيض ثم .. الحقيقة الحتمية لقد اصبحت مُسناً يا رجل.
إذاً كيف اكتشفنا هذا الأمر؟، بعد فحص خلال بصيلات الشعر وجد الباحثون
ان الأشخاص المسنين لديهم معدلات منخفضة من انزيم ما مسؤول عن
تحطيم وتكسير بروكسيد الهيدروجين إلى ماء واكسجين و بالطبع فروة
الرأس هي مقر هذه المعركة الخالدة بين الشر والخير كل يوم في حياتك،
في الوقت الحالي جيوش البربر التي تحاول تبييض شعرك تجتاح الشعر
من داخل فروة الرأس واذا كنت ما زلت شاباً فلحسن حظك لديك من الجنود
ما يكفي لحماية بصيلات الشعر وصد هجمات البربر ولكن في يوم ما جنودك
سيقررون انهم قد كبروا على هذه الترهات وان قد حان الوقت للتقاعد وستكون
هذه فرصة العدو لإحتلال امبراطورية شعرك والقضاء على حضارة الشعر
الأسود. الخبر الجيد ان معرفة كيفية حدوث هذه العملية تساهم بشكل فعال في
معرفة كيفية منعها من الحدوث تماما، تخيل عالماً بلا شعر رمادي او أبيض!
عندها سيذهب الوقار ادراج الرياح.