لقد أكد القرآن على وجود اختلافات واضحة بين بحار الدنيا، ووجود حواجز مائية بينها وعدم طغيان
هذه البحار على بعضها على الرغم من اختلاطها، وهذا ما تحدث عنه القرآن، لنقرأ.........
كلنا يعلم وحتى المنكرون لكلام الله تعالى أن الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام لم يركب البحر ولا
مرة واحدة في حياته
فهل يُعقل أن يصف لنا بدقة وجود برزخ وحاجز يفصل بين البحار المختلفة، لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى؟
لقد تحدث القرآن عن الحاجز بين البحرين، يقول تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)
[الرحمن: 19-20].
إنه حديث عن بحرين مالحين والدليل على ذلك أن الآية التالية التي تصف هذين البحرين هي:
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن: 22]
وكما نعلم المرجان لا يعيش إلا في البحار المالحة.
وقد ثبت علمياً أن بحار العالم تختلف من حيث تركيب مياهها، فلكل بحر خصائص فيزيائية تختلف عن البحر الذي
بجانبه من حيث درجة الحرارة والملوحة والكثافة وغير ذلك، حتى نوعية الكائنات الحية في هذا البحر تختلف
عن تلك التي تعيش في البحر الآخر.
بل أثبت العلم بشكل قاطع أنه لا توجد قطرة ماء في العالم تشبه القطرة الأخرى تماماً، الاختلافات دائمة
وهذه صفة وضعها الله تعالى في مخلوقاته ليتفرد بالوحدانية هو سبحانه وتعالى.
وقد التقطت الأقمار الاصطناعية حديثاً صوراً لجميع البحار على الكرة الأرضية، وبيَّنت وجود حواجز مائية بين هذه البحار.
هذه الحواجز تشكل جدراناً منيعة من القوى الميكانيكية تفصل بين البحار فلا يطغى هذا على ذلك.
تظهر الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية تمايزاً واضحاً بين بحار الدنيا، فلكل بحر خصائص وميزات يختلف
فيها عن غيره فمثلاً نوعية المياه في البحر الأبيض المتوسط تختلف عن مياه المحيط الأطلسي، ونوعية الأسماك
تختلف، ودرجة الحرارة والملوحة والكثافة والأمواج وغير ذلك، سبحان الله على الرغم من هذا الاختلاف
وعلى الرغم من مرور ملايين السنين لا يطغى هذا البحر على ذاك، فسبحان الله!
ونتساءل: من كان يعلم بوجود مثل هذه الحواجز بين البحار؟ إنها معجزة تستحق التبصر والتفكر
في آيات المولى سبحانه وتعالى علنا نزداد إيماناً بعظمة هذا الخالق الكريم.