محاولات لنبش قبر النبى
صلى الله علية وسلم
**********
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاتة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
تذكر كتب التاريخ حوادث أربعة في محاولات
نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، محاولتان تولَّى كِبرَهما بعضُ النصارى
، والثالثة والرابعة باء بإثمهما الحاكم العبيدي الزنديق الذي ادعى
الربوبية .
إحدى هذه المحاولات وقعت سنة (557هـ) في عهد السطان الملك العادل نور الدين زنكي رحمه الله ، وكان الذي تولى كبرها النصارى
رأى السلطان نور الدين رحمه الله في نومه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول : أنجدني ، أنقذني من هذين .
فاستيقظ فزعا ، ثم توضأ وصلى ونام ، فرأم المنام بعينه ، فاستيقظ وصلى ونام ، فرآه أيضا مرة ثالثة .
فاستيقظ وقال : لم يبق نوم .
وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال
الدين الموصلي ، فأرسل إليه ، وحكى له ما وقع له ، فقال له : وما قعودك ؟
اخرج الآن إلى المدينة النبوية ، واكتم ما رأيت
فتجهز في بقية ليلته ، وخرج إلى المدينة ، وفي صحبته الوزير جمال الدين .
فقال الوزير: وقد اجتمع أهل المدينة في
المسجد : إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحضر معه
أموالا للصدقة ، فاكتبوا من عندكم . فكتبوا أهل المدينة كلهم ، وأمر
السلطان بحضورهم .
وكل من حضر يأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة
التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة ، فيعطيه ويأمره
بالانصراف ، إلى أن انفضت الناس .
فقال السلطان : هل بقي أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة ؟
قالوا : لا . فقال تفكروا وتأملوا .
فقالوا : لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئا ، وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج .
فانشرح صدره وقال : علي بهما .
فأُتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله : أنجدني أنقذني من هذين
فقال لهما : من أين أنتما ؟
فقالا : من بلاد المغرب ، جئنا حاجين ، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : اصدقاني ، فصمما على ذلك .
فقال : أين منزلهما ؟
فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة الشريفة .
وأثنى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام
والصدقة ، وزيارة البقيع وقباء ، فأمسكهما وحضر إلى منزلهما ، وبقي السلطان
يطوف في البيت بنفسه ، فرفع حصيرا في البيت ، فرأى سردابا محفورا ينتهي
إلى صوب الحجرة الشريفة ، فارتاعت الناس لذلك .
وقال السلطان عند ذلك : اصدقاني حالكما !
وضربهما ضربًا شديدًا ، فاعترفا بأنهما نصرانيان ، بعثهما النصارى في حجاج
المغاربة ، وأعطوهما أموالاً عظيمة ، وأمروهما بالتحيل لسرقة جسد النبي صلى
الله عليه وسلم ، وكانا يحفران ليلا ، ولكل منهما محفظة جلد على زي
المغاربة ، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته ، ويخرجان
لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور ، وأقاما على ذلك مدة ، فلما قربا
من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت ، وحصل رجيف عظيم بحيث خيل انقلاع
تلك الجبال ، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة .
فلما اعترفا ، وظهر حالهما على يديه ،
ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره ، بكى بكاء شديدا ، وأمر بضرب رقابهما ،
ثم أمر بإحضار رصاص عظيم ، وحفر خندقا عظيما حول الحجرة الشريفة كلها ،
وأذيب ذلك الرصاص ، وملأ به الخندق ، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ رصاصٌ ،
ثم عاد إلى ملكه ، وأمر بإضعاف النصارى ، وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل
من الأعمال .
ذكر هذه الحادثة جمال الدين عبد الرحيم بن
الحسن بن علي الأسنوي (ت 772هـ) في رسالة له اسمها : " نصيحة أولي الألباب
في منع استخدام النصارى "
ويسميها بعضهم بـ "الانتصارات الإسلامية "
نقلها عنه علي بن عبد الله السمهودي (ت 911هـ) في كتابه وفاء الوفا بأخبار
دار المصطفى " (2/648-650)
وذكرها الحافظ جمال الدين عبد الله بن
محمد بن أحمد المطري (ت 765هـ) ، وكان رئيس المؤذنين في الحرم النبوي ، وهو
مؤرخ ، له كتاب " الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام " قال : " سمعتها
من الفقيه علم الدين يعقوب بن أبي بكر عمن حدثه من أكابر من أدرك ، أن
السلطان محمودا...وذكر القصة بنحو ما سبق مع اختلاف يسير