لطالما ارتبط اللونان الأزرق والوردي بملابس المواليد من الذكور والإناث
على الترتيب، لكن سبب ذلك التلازم الشائع، وتاريخه، يحمل قصة غريبة
قد لا يدركها كثيرون.
والمدهش في الأمر أن الارتباط كان عكسياً في البداية بالقارة الأوروبية،
إذ كان اللون الأزرق يرمز للإناث، والوردي للذكور، وفق ما ذكر خبير
الألوان غافين إيفانز.
وخلال القرن التاسع عشر، كانت “الدعايات” تنصح الأمهات بإلباس
بناتهن الزي الأزرق إن أردن أن يتصفن عند الكبر بالجمال، وأن يلبسن
أولادهن الذكور ملابس وردية اللون، إن أردن أن يصبحوا أقوياء
وأصحاب عضلات “مفتولة”.
أما السبب في ذلك فكان يعود وقتها إلى اعتبارات خاصة، إذ ارتبطت أوروبا
باللون الأزرق، إلى حد وصفها بـ”القارة الزرقاء”، ما كان يعني أن ذلك
اللون يشير إلى الجمال.
أما اللون الوردي فارتبط بالذكور على أساس اقترابه من درجة لون
العضلات.
وقد استمر الأمر على تلك الحال لسنوات عدة حتى منتصف القرن العشرين،
حين نجحت “دعايات” تجارية مكثفة في قلب الأمور، وروجت للوردي
باعتباره اللون الأقرب للفتيات، في حين تحول الذكور بالتالي، وحتى يومنا
هذا، إلى اللون الأزرق.