"لا تسمحيلو يلغي شخصيتك"
"ما بيطلعلو يفرض آراءه عليك"
"لازم يكون لك كيانك"
"هو غلطان ولازم يعتذرلك"
بهذه العبارات تُـحَضر الصديقات العروس قبل دخولها إلى "حلبة المصارعة
الزوجية"، وبهذه العبارات يَنْصَحْنَها إذا وقع خلاف بينها وبين خصمها...
عفواً: زوجها !
لكن ليس كل ناصح بأمين! وصدق من قال: عدوٌّ عاقل خيرٌ من صديق جاهل !
بينما نصيحة سيدي وسيدكِ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لك أختي
هي قوله في الحديث الثابت عنه:
(ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ ؟ الودودُ، الولودُ، العؤودُ على زوجِها الَّتي
إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ : واللَّهِ لا أذوقُ غَمضًا
حتَّى ترضى).
(آذت أو أوذيت)...يعني الحق معها أو عليها...على الحالتين تبادر، تأخذ بيده
وتحلف أنها لا تنام حتى يرضى.
الذي نصحك بهذا (صلى الله عليه وسلم) هو الذي في الوقت نفسه يحنن قلوب
الأزواج على زوجاتهم، ويعلم أن الرجل إذا جاءته زوجته متحببة طاوية صفحة
الخلاف فإن شموخه ينكسر، وشيطانه يخرس، وقلبه يرق، ويعظم من زوجته
هذا الموقف، أنها بادرت إليه مع أنه هو المخطئ...فيضمها ويتصالحان،
وتنتهي المشكلة التي كان يمكن أن تخرب البيت وتمزق الشمل وتترك في
القلوب جرحا لا يندمل.
فأعرضي عن "نصائح" صديقاتك الواتي يردن لك أن تكوني (ديكة) تتناقرين
مع الدِّيك الآخر لتثبتي شخصيتك! وقولي لهن: شخصيتي ونجاحي في أن
أحافظ على بيتي وأكسب قلب زوجي، وإن كان الله تعالى يقول في حق الغريب:
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه
عداوة كأنه ولي حميم)، فكيف بزوجي وأبي عيالي؟!