منذ قديم الأزل أعطى الإنسان اهتماما خاصاً لعينيه حيث شبهها بالجوهرة،
فهي من أغلي وأهم النعم التي منحنا الله أيها، كما أنها تعد أكثر الحواس
استخداما في التواصل مع العالم الخارجي، لكن رغم هذا أصبحت مشاكل
الإبصار شائعة جداً في تلك الأيام، يكاد لا يخلو منزل أو أسرة من شخص
يرتدي نظارة طبية! تشير الإحصاءات أن حوالي 87% من المصابين بضعف
النظر على مستوي العالم هم من سكان الدول النامية، لكن ترى ما هي أسباب
وأنواع ضعف البصر؟ وهل لنا دخل فيها؟ و كيف يمكننا المحافظة عليه ؟!
لماذا يضعف بصر الإنسان وما هي أسباب ضعف النظر ؟
الأمر الشائع و المتوارث بين الناس أن ضعف النظريعد مشكلة وراثية، لكن
الوراثة هي أحد الأسباب فقط و ليست العامل الوحيد، حيث توجد العديد من
العوامل التي تساعد على ضعف النظر منها:
أسباب وراثية :
بالتأكيد تزداد فرص الإصابة بضعف النظر ومشاكل الإبصار إذا كان أحد
الوالدين أو كلاهما مصاب بأحدي هذه المشاكل :
التقدم في العمر :
كلما تقدم الإنسان في العمر كلما زادت فرص إصابته بضعف البصر خاصة
بعد سن الأربعين، حيث تصاب عدسة العين بالتصلب وتفقد مرونتها فلا
تستطيع التركيز على الأشياء القريبة، لذلك يحتاج أغلب الناس بعد هذا
السن لنظارة قراءة حتى تساعده على رؤية الأشياء القريبة.
أنواع ضعف النظر؟!
ينقسم ضعف النظر إلى ثلاثة أمراض أساسية كما يلي:-
طول النظر :
سمي هذا المرض بطول النظر نظراً لقدرة المريض على رؤية الأشياء
البعيدة بوضوح، بينما تبدو الأشياء القريبة ضبابية وغير واضحة، يحدث
هذا نتيجة تسطح القرنية أو ضيق العين بشكل لا يسمح للأشعة المنعكسة من
الأشياء القريبة بالتجمع على الشبكية كما هو معتاد في العين السليمة، بل
تتجمع في نقطة خلف الشبكية، بالتالي تبدو الصورة ضبابية وغير واضحة.
قصر النظر :
هو حالة معاكسة تماماً لما ذكرناه سابقاً، في قصر النظر يتمكن الشخص
المصاب من رؤية الأشياء القريبة منه فقط، بينما تبدو الشوارع و الأشياء
البعيدة عنه ضبابية و غير واضحة تماماً، يرجع ذلك إلى زيادة تحدب القرنية
أو طول العين أكثر من الطبيعي فتسقط الأشعة أمام القرنية لا عليها، تبدأ هذه
الحالة غالباً في مرحلة الطفولة وغالباً ما يكون سببها وراثياً.
اللابؤرية :
أو ما يسمى أيضاً بالإستجماتيزم، هذا النوع من عيوب الإبصار مختلف تماماً
عن سابقيه، في طول و قصر النظر يتجمع الضوء داخل العين في نقطة واحدة
فقط حتى وإن كانت لا تقع على الشبكية، أما هذه الحالة فتتجمع الأشعة في
أكثر من نقطة فتبدو الصورة مشوشة وغير واضحة دائماً سواء كانت قريبة
أو بعيدة، يحدث ذلك نتيجة انبعاج في القرنية أو زيادة نسبة تحدب أحد جانبيها
عن الأخر، فيقوم كل جزء بتجميع الضوء على حدة وإسقاطه على القرنية في
نقطة مختلفة، يعد هذا النوع هو الأكثر شيوعاً بين مشاكل الإبصار، حيث يصاب
به شخص من كل ثلاثة منذ ولادته مع اختلاف درجة أو قوة الإصابة به، بعض
الحالات البسيطة قد لا يشتكي المريض من شيء ولا يعرف أنه مصاب به حتى
إلا إذا زادت نسبته.