في صحيح مسلم، ومسند أحمد، وسنن أبي داود، والنسائي من حديث أبي
رقية تميم بن أوس الداري –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) . هذه رواية مسلم وأحمد.
قال تعالى:
﴿وَأَنْصَحُ لَكُمْ﴾
[سورة الأعراف الآية:62]
وقال تعالى:
﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾
[سورة الأعراف الآية:68]
وقال تعالى:
﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾
[سورة المائدة الآية:79]
بنو إسرائيل, استحقوا الهلاك لذنب واحد: هو أنهم:
﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾
[سورة المائدة الآية:79]
ترك المسلمون هذه الفريضة السادسة؛
النصيحة, والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, دوائر الباطل تتنامى, ودوائر
الحق تتلاشى.
فقضية التواصي بالحق, وقضية النصيحة, وقضية الأمر بالمعروف, والنهي
عن المنكر:
جزء أساسي من الدين, والنمط الشائع الآن:
أن المسلم يُهمل هذا الباب, فيرى المعاصي على قدم وساق, في كل حدب
وصوب, وهو ساكت.
قال الله عز وجل:
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾
[سورة هود الآية:117]
يهلكهم إذا كانوا صالحين, لكن لا يهلكهم إذا كانوا مصلحين, وفرق كبير
بين الصالح والمصلح؛ الصالح بذاته, أما المصلح لغيره.
إذا ألغي الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, إذا أُلغيت النصيحة –دققوا الآن-
أُلغيت خيرية هذه الأمة, الدليل: قال تعالى:
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾
[سورة آل عمران الآية:110]
علة هذه الخيرية:
﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾
[سورة آل عمران الآية:110]
فإذا كففنا عن أن نأمر بالمعروف, وعن أن ننهى عن المنكر, فقدنا الخيرية,
وأصبحنا أمة التبليغ لا أمة الاستجابة, وليس لنا أية ميزة عند الله, ما دام
أمر الله هان علينا, هنا على الله.
يعني دائماً الإنسان: يتكلم بلطف؛ فهذا الدين نصيحة, دين خروج من
الذات, دين خدمة الخلق, وكلما كنت لطيفاً, كلامك مقبول أكثر, واللطف
سبيل فعال لوصول النصيحة.