تفسير قوله الله ” هارون اخي اشدد به أزري “ :
– تفسير ابن كثير : فسر ابن كثير قوله تعالى ” هَارُونَ أَخِي “، حيث طلب سيدنا موسى
من الله تعالى مساعدة أخيه هارون له، وقال ابن عباس في هذه الآية : فنبئ هارون ساعتئذ
حين نبئ موسى عليهما السلام .
وقيل عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر فنزلت ببعض الأعراب فسمعت رجلا يقول :
أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ قالوا : ما ندري، قال : والله أنا أدري، قالت فقلت في
نفسي : في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، قال : موسى حين
سأل لأخيه النبوة، فقلت : صدق والله، قلت : وفي هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى
عليه السلام : ( وكان عند الله وجيها).
وفسر قوله تعالى ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ” أي يشد به ظهره، حيث قال مجاهد في قوله تعالى
“اشدد به أزري” : ظهري.
– تفسير الطبري : فسر الطبري قوله تعالى ” هارون اخي ” أي أن سيدنا موسى طلب من الله
تعالى تعين أخيه هارون وزيرا له،
أي اجعل لي هارون أخي وزيرا ، وقد كان هارون أكبر من سيدنا موسى بسنة وهناك من يقول
أنه أكبر منه بثلاث سنوات .
وفسر قوله تعالى ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي “، حيث أن سيدنا موسى سأل ربه أن يشدد أزره بأخيه
هارون، وكان يعني بقوله ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي” أي قوي ظهري، وقد قال أهل التأويل في ذلك،
قيل عن ابن عباس قوله تعالى ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) : أشدد به ظهري، وقد قال ابن زيد في قوله
تعالى ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) : اشدد به أمري، وقوّني به، فإن لي به قوّة.
– تفسير القرطبي : تفسير قوله تعالى ” هَارُونَ أَخِي “، وقد نصب هارون على الترجمة عن
الوزير، حدثنا القاسم، قال ابن عباس : كان هارون أكبر من موسى.
وفسر قوله تعالى : ” اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ” أي اشدد به ظهري والأزر الظهر من موضع الحقوين،
وتعني تقوية النفس، والأزر هو القوة وآزره تعني جعله أقوى، وذلك في قوله تعالى : “فآزره
فاستغلظ”، وقال أبو طالب : أليس أبونا هاشم شد أزره وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب، ويقال في
الازر أنه يعني العون وأن يكون هذا العون يستقيم به ، وقد قال الشاعر : شددت به أزري وأيقنت
أنه أخو الفقر من ضاقت عليه مذاهبه
وقد كان هارون أكثر قوة من سيدنا موسى ، وأكثر طولا، وأفصح لسانا، واكبر سننا، لذلك اختاره
سيدنا موسى ليكون سندا له، وقد مات قبل سيدنا موسى بثلاثة سنوات