- الهداية من الله –عز وجل- : "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" [القصص: 56]
وقد مر بنا قصة ابن نوح وعم النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وكنت
حرموا من الهداية .
والإنسان مدعو لبذل الأسباب وعدم تتبع النتائج فإن الله –عز وجل- هو الهادي .
والإنسان إذا بذل وسعه فلا يتضايق من عدم الهداية لأنها ليست له
"فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ"
[فاطر: 8]، وهو مأجور على فعله وكلما طال الأمد واشتدت الصعوبة ينال
بها الأجر بإذن الله .
2- بذل الوسع في العمل وتذكر أن الأعمار قصيرة والساعات محدودة فهذه
الحياة أعظم فرصة للعمل وليس هناك مكان للعمل غيرها، فكلما تذكر الإنسان
ذلك سارع إلى الخير .
قال محمد بن أبي توبة : «أقام معروف الكرخي الصلاة ثم قال لي : تقدم،
فقلت : إن صليت لكم هذه الصلاة لم أصل لكم غيرها .
فقال لي : أراك تحدث نفسك إنك تعيش حتى تصلي صلاة أخرى أعوذ بالله
من طول الأمل، فإنه يمنع من خير العمل» .
وإذا كانت الدينا قصيرة فلا أقل من أن يجعل له عملاً يدر عليه الحسنات
بعد موته من الآن ويرتب له !
قال صلى الله عليه وسلم : «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته
بعد موته علمًا نشره، وولدًا
صالحًا تركه، ومصحفًا ورثه، ومسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه،
أونهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من
بعد موته» [رواه ابن ماجه] .
ولمن عمل كثيرًا : عملك الذي تقدمه قليل في جنب الله وإن ظهر لك مثل
الجبال فاجمع على قلبك الخوف والرجاء وتذكر قول ابن عون :
«لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا ؟ ولا تأمن ذنوبك فإنك
لا تدري أكفرت عنك أم لا ؟ إن عملك مغيب عنك كله» .
قال ابن حجر : «فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا
في قليل من الشر أن يجتنبه،
فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها، ولا السيئة التي يسخط عليه بها» .