اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: المحبة بين الله وعباده الأربعاء 18 يوليو 2018 - 4:57
تأملات وفوائد من قوله تعالى: { يحبهم ويحبونه }: اعلم أيها المبارك أن المحبة بين الله وعباده محبة متبادلة ؛ لقوله { يحبهم ويحبونه } ، والمحبة الصادقة توجب التعلق بالمحبوب والسعي لإرضائه ، أما زعم المحبة دون بذل الأسباب التي تستدعي تحقيق محبة المحبوب فهو مجرد كلام قلما يصدق صاحبه ؛ لقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ؛ فمحبه الله توجب طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى الله عنه وزجر والاتباع لسنه رسوله وأمينه على وحيه محمد صلى الله عليه وسلم . وقال الشافعي رحمه الله : تعصي الإله و أنت تزعم حبه - هذا لعمري في القياس شنيع لو كان حبك صادقًا لأطعته - إن المحب لمن يحب مطيع وإن تحققت محبة الله للعبد تحققت ولايته له وحفظه ورعايته للحديث القدسي : " من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه " . وهذا كمال محبة الله للعبد الناتج عن تقرب العبد لربه بما يرضيه . أما في الآية { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا ... } فالند هو الشبيه والنظير ، وتعالى الله أن يكون له ذلك ؛ { فليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . واتخاذ الأنداد يكون ببذل المحبة المذكورة سابقًا إليهم ، بالتعلق والحرص على الإرضاء ، وقد فعلها المشركون مع أوثانهم بزعم { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } . فصرفوا ما يجب أن يُصرف لله وحده إلى أوثانهم المزعومة ، أما مشركو زماننا فقد كانت لهم أوثان من بشر أو عقائد أو مبادئ باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ، فصرفوا أسباب المحبة والتعلق والبذل والتضحيات لغيره تعالى ، وصرفوا أشكال المحبة من توكل وخوف ورجاء بالمخلوقين دون الخالق ، فضلوا وأضلوا