قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من كل أمة في آخر
ذلك اليوم أن تتبع الإله الذي كانت تعبده،
الذي كان يعبد الشمس يتبع الشمس، الذي كان يعبد القمر يتبع القمر،
والذي كان يعبد الأصنام تصور لهم آلهتهم ثم تسير أمامهم ويتبعونها،
والذين كانوا يعبدون فرعون يتبعونه، ثم إن هذه الآلهة الباطلة تتساقط
في النار، ويتساقط عبادها وراءها في السعير، قال تعالى: في فرعون:
(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) ولا يبقى
بعد ذلك إلا المؤمنون والمنافقين وبقايا أهل فيدعى اليهود فيقال لهم:
ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من
صاحبة ولا ولد فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضهابعضا
فيتساقطون ف النار ثم يدعى النصارى:يقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا
نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد
فيحشرون إلى
جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار
حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر
وفي المؤمنين المنافقون الذين كانوا معهم في الدنيا، فيأتيهم ربهم،
فيقول لهم: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا، فيعرفونه بساقه عندما
يكشفها لهم، عند ذلك يخرون له سجوداً، إلا المنافقون فلا يستطيعون
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) وقد كانوا
يدعون الي السجود وهم سالمون وهم اصحاء الجسم معافون فيأبون.
لا يدعون الي السجود تعبدا وتكليفا, ولكن توبيخا وتعنيفا علي تركهم
السجود في الدنيا, ثم انه تعالى يسلب عنهم القدرة على السجود ويحول
بينهم وبين الاستطاعة حتي تزداد حسرتهم وندامتهم علي مافرطوا فيه حين
دعوا إلي السجود في الدنيا وهم سالمو الأطراف والمفاصل,
فعوقبوا بنقيض ماكانوا عليه وذلك بعدم قدرتهم علي السجود في الآخرة
حيث يعود ظهر أحدهم طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد خر لقفاه
أين انتم يامن ضيعتم الصلوات من هول هذا الموقف؟!!!
تأمل واحذر فالامر جد
فبادر قبل ان لاينفع الامر
ثم يتبع المؤمنون ربهم، وينصب الصراط على متن جهنم ماذا
يحدث عندئذٍ..